بعثت فرنسا رسائل إيجابية بحضورها "المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية"، الذي انعقد اليوم الجمعة عبر تقنية التواصل عن بعد، برئاسة المغرب وأمريكا، وشاركت فيه 40 دولة من مختلف قارات العالم. ويأتي حضور فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي، في ظل معطيات غير رسمية تشير إلى قرب افتتاح هذا البلد الأوروبي قنصلية عامة له بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية. ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أكد أن المؤتمر الدولي يعكس توجها دوليا يدعم مقترح الحكم الذاتي، مشيراً إلى أن ملف الصحراء يشهد تحركا غير مسبوق. وأوضح بوريطة أنه رغم أن الاجتماع الوزاري الدولي تقرر قبل أيام فقط، فقد شهد مشاركة من مختلف قارات العالم، مشيرا إلى أن المؤتمر يعزز دينامية الصحراء بعد الموقف الأمريكي الأخير. وتابع قائلا إن مواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ بداية القرن الحالي حتى الآن تدعم كلها الحكم الذاتي كحل عملي وواقعي وذي مصداقية. وأكد الدبلوماسي المغربي أن الهدف من وراء هذا الاجتماع هو تبيان قوة دعم مقترح الحكم الذاتي، مشيرا إلى أنه "كان من الممكن حضور 60 دولة في هذا المؤتمر الوزاري، علما أن أكثر من 100 دولة لديها هذا التوجه، أي دعم المبادرة المغربية". وجدد بوريطة التأكيد على أنه "لا حل لقضية الصحراء إلا في إطار الحكم الذاتي، وفي إطار السيادة المغربية"، مضيفا أن أي مفاوضات سياسية يجب أن تكون بحضور الفاعلين الحقيقيين، بمن فيهم الجزائر. وفي رده على بعض التوقعات بخصوص تغير موقف إدارة جو بايدن، قال بوريطة إن رسائل وقرارات الكونغرس الأمريكي، بجناحيه الديمقراطي والجمهوري، كانت دائما تذهب في اتجاه دعم المبادرة المغربية. وأوضح وزير الخارجية، في رده على أسئلة الصحافيين، أن علاقات المغرب بالدول الصديقة لا تحكمها الانتخابات أو تغير الرؤساء، مشيرا إلى أن المغرب اختار صداقاته وعلاقاته مع الأنظمة الديمقراطية وليس الأنظمة الشمولية. وأبرز المتحدث ذاته أن الدول المساندة للمغرب في ملف الصحراء تنتمي إلى الديمقراطيات، مضيفا أن عدة دول منها مرت فيها انتخابات، من قبيل فرنسا وإسبانيا، وظلت علاقات المغرب بهذه الدول جيدة. وأوضح أن الدخول في منطق التناوب على السلطة في هذه الدول يقتضي عدم توقيع أي اتفاقيات معها إلى حين اتضاح الخارطة الانتخابية. رسائل إلى أوروبا ويرى وزير الخارجية أن العلاقات مع الدول لديها ثوابت، وأن عدة دول صديقة للمغرب تغيرت فيها الخريطة الانتخابية وبقيت مواقفها كما هي ولم تتبدل، مؤكدا أن العلاقات مع أمريكا لها أيضا ثوابت وقوية جدا، ولديها مكونات مختلفة، سياسية واقتصادية وعسكرية وإنسانية واستراتيجية. وفي جوابه عن سؤال لهسبريس حول الموقف الفرنسي وإمكانية افتتاح قنصلية لباريس بالصحراء، أوضح بوريطة أن فرنسا لديها مواقف واضحة، وأنها من الدول الأوائل التي دعمت مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي عملي واقعي وذي مصداقية لحل هذا النزاع الإقليمي، مضيفا أن حضورها اليوم جاء في هذا السياق. ووجه بوريطة رسائل إلى الجيران الأوروبيين، وقال إن "نزاع الصحراء قريب من أوروبا ويؤثر على محيطها المباشرة، وهو شمال إفريقيا، ويخلق نوعا من عدم الاستقرار في الجوار المباشر لأوروبا"، داعيا بعض الدول الأوروبية إلى التحلي بشجاعة أكبر والخروج من الموقف المريح الذي يقول: "نحن نؤيد المسلسل الأممي". وخاطب وزير الخارجية المغربي الدول الأوروبية قائلاً: "إذا كان الأمر يتعلق بالبحث عن حل، فالحل موجود ولديه دعم دولي واسع، والمسؤولية تقتضي اليوم بأن تذهب الدول الأوروبية في اتجاه دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع الإقليمي".