يبدو أن التساقطات المطرية التي شهدتها الدارالبيضاء خلال هذه الأيام لم تخلف فقط فيضانات وغرق أحياء بكاملها؛ بل أدت إلى انهيارات وتسجيل خسائر في الأرواح، وهو ما ينذر بمزيد من الانهيارات في الأيام المقبلة. فقد اهتزت المدينة القديمة للدار البيضاء، ليل الخميس، على وقع انهيار سقف فرن تقليدي، على مستوى زنقة أسفي؛ وهو ما خلف مصرع شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الفرن التقليدي تضرر بشكل كبير بالأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة، حيث انهار سقفه فجأة على العاملين بداخله؛ وهو ما دفع شباب الحي المذكور إلى التدخل بشكل سريع لإنقاذ العاملين من تحت "الردم". وتشير المعطيات نفسها إلى أن الشباب، الذين تدخلوا لإنقاذ العاملين بالفرن، سمعوا، بعد إخراجهم أربعة أشخاص من تحت الأتربة المنهارة، أنين عامل آخر ليسارعوا إلى البحث عنه، قبل أن تحل عناصر الوقاية المدنية التي عملت على إخراجه. وقد جرى، على الفور، نقل المصابين صوب المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء لتلقي العلاجات الضرورية؛ غير أن واحدا منهم لفظ أنفاسه في الطريق على متن سيارة الإسعاف. ولا يقتصر الحال على المدينة القديمة بالبيضاء، فقد اهتزت منطقة درب مولاي الشريف على مستوى الحي المحمدي، صباح اليوم الجمعة، على وقع انهيار منزل بالزنقة رقم 30. وخلف الحادث هلعا كبيرا في صفوف الساكنة التي هرعت إلى عين المكان، وسط تجمع كبير لهم، وترقب ما ستسفر عنه عملية البحث عن الضحايا المتواجدين تحت الأنقاض. وقد جرى، حسب المعطيات الأولية، إخراج امرأة من تحت الركام في حالة حرجة، ليتم نقلها صوب المستعجلات؛ فيما تتواصل عملية البحث عن مواطنين آخرين ضمن القاطنين بالبناية المنهارة. وتوجد، في هذه الأثناء، مختلف السلطات المحلية والأمنية، إلى جانب القوات المساعدة، وعناصر الوقاية المدنية التي تباشر عملية البحث عن أشخاص موجودين تحت الأنقاض، وسط دعوات الجيران بأن يكونوا ما زالوا على قيد الحياة. وتشهد الدارالبيضاء، في كل سنة مع بدء التساقطات المطرية، انهيارات في المباني الآيلة للسقوط؛ وهو ما يخلف فواجع بشكل سنوي، لتنضاف إلى الخسائر المادية التي تشهدها العاصمة الاقتصادية بسبب ضعف البنية التحتية وغياب المحاسبة.