وزير الشؤون الخارجية والتعاون يستحق أن يصعد سلم "طالع" هذا الأسبوع لأنه أبدى دينامية وانسيابية لافتة في تحركاته الدبلوماسية التي يجريها داخل البلاد وخارجها، في المشرق والمغرب، دون كلل ولا ملل، حتى أن الكثيرين اعتبروه "أنشط" وزير في الحكومة "نصف الملتحية". ولا يمكن لأي مُنصف إلا أن يسجل الحركية الدءوبة لهذا الوزير الفقيه، فما إن يُجري محادثاته السياسية مع وزراء ورؤساء دول، وما إن يتباحث مع بعض وزراء الخارجية في إفريقيا، حتى يطير لحضور اجتماعات القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة، قبل أن يستقبل المبعوث الأممي في قضية الصحراء كريستوفر روس لجس نبضه في قضية الصحراء. وجسد حضور العثماني في الدورة 24 من القمة العربية نوعا من الاعتراف على أعلى مستوى للمجهودات الدبلوماسية التي يبذلها هذا الرجل الذي يُحسن فن الإنصات للغير، منذ وطئت قدماه أرض الحكومة، باعتبار أنه كان بإمكان الملك أن يعين مستشاره في الخارجية الطيب الفاسي الفهري ليمثله في مثل هذه القمة، وغيرها من المناسبات الدولية الهامة. ومافتئ العثماني يُظهر مدى "استقلاليته" عن المستشار الملكي في الشؤون الخارجية، بعد أن أشارت إليه الأصابع بكونه "تابع" للطيب الفاسي الفهري، ولا يمكنه أن يتصرف دون الرجوع إليه في القضايا الحاسمة، غير أن "ابن انزكان" سرعان ما انتفض ليؤكد في تصريحات صحفية غير ما مرة بأن "ملفات الدبلوماسية المغربية لا توجد خارج وزارة الخارجية".