على هامش ندوة نظمت من طرف المعهد العربي لحقوق الإنسان حول موضوع "أي موقع لحقوق الإنسان بعد الثورات؟"، نفت المحامية بسمة الخلفاوي، أرملة شكري بلعيد، ما راج عن منع السلطات المغربية لها من حضور التظاهرة المنظمة مؤخرا بالرباط من أجل إحياء الذكرى العشرين لاغتيال الطالب اليساري بن عيسى أيت الجيد. أرملة زعيم حزب الديمقراطيين الوطنيين، المغتال على يد مجهولين، أكدت أن عدم تلبيتها لدعوة المنضمين راجع لأسباب شخصية صرفة بعيدة عن أي اعتبارات سياسية أو مضايقات مرتبطة بحرية التنقل. المحامية التي التقت هسبريس بمقر كلية العلوم القانونية و الاقتصادية، إحدى الفضاءات المحتضنة لفعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، صرحت أن شكري بلعيد كان رجلا يوحد و يبني و أن من اغتاله كان يحاول اغتيال البناء و التوحيد من خلاله. الخلفاوي نبهت إلى مخاطر الاغتيال السياسي على مسارات الانتقال الديمقراطي و حقوق الإنسان في المنطقة، معتبرة الجريمة وسيلة لترهيب الراغبين في التغيير و توجيه النقاش و الجهد عن تحقيق أهداف الثورات بهدف اختزاله في البحث عن القاتل و الواقف وراءه. يشار أن بسمة الخلفاوي كانت من ضمن المدعوين للتظاهرة المنظمة تحت شعار" من بنجلون و أيت الجيد إلى شكري بلعيد، القاتل واحد و الضحية واحدة" بالرباط، غير أن أرملة الزعيم اليساري التونسي اعتذرت في آخر لحظة مما ترك الفرصة سانحة لعدد من الإشاعات و تأويلات الغياب كان أبرزها منع السلطات المغربية للخلفاوي من دخول المملكة. نزار السنوسي، رئيس هيأة دفاع شكري بلعيد ، الذي مثل أسرة اليساري المغتال في التظاهرة المغربية المنظمة بقاعة المنصور بالعاصمة الرباط، أرجع غياب الأرملة الى أسباب صحية مرتبطة بإحدى طفلتيها. المحامي أشار في كلمته بالرباط الى تشابه اغتيال كل من عيسى آيت الجيد و شكري بلعيد، التي وصفها بالجريمة السياسية المختلفة عن جرائم الحق العام والمحتاجة إلى معالجة سياسية. مبعوث أسرة بلعيد تلا رسالة بسمة الخلفاوي التي جاء فيها "بدماء الرفيق بن عيسى آيت الجيد والرفيق الشهيد الرمز شكري بلعيد ارتوت أرضنا وأنتجت ألف وردة.. وردة الحرية، وردة الديمقراطية، وردة الإبداع ضد الظلامية والرجعية."