تحولت واقعة "تقبيل" سفير إيفواري يد الملك محمد السادس، يوم الأربعاء الفائت عند استقباله الرسمي في المطار الدولي فيليكس هوفيت بوانيي بالعاصمة أبيدجان، إلى كرة ثلج كبر حجمها يوما بعد يوم خاصة بعد أن تلقفتها بالتحليل والتعليق وسائل الإعلام المختلفة وصحف ورقية ومواقع إخبارية إلكترونية بال"كوت ديفوار". وكان المدير السابق للبروتوكول في القصر الرئاسي للكوت ديفوار، جورج أويكنين، قد قام ب"الركوع" للملك لتقبيل يده جريا على العادة المغربية في تقبيل يد الملك، أثناء استقباله الرسمي من طرف الرئيس الحسن واتارا، بينما بادر الملك إلى سحب يده سريعا من قبلة السفير على يده، وهو ما اعتبره بعض الإيفواريين نوعا من "الإهانة" للسفير. خلفيات تقبيل يد الملك وانهالت صحف إيفوارية أخيرا بالتقريع على السفير الذي حاول لثم يد الملك، معتبرة إياه بكونه أساء التصرف والبروتوكول، وهو الرجل الذي خبر طويلا خبايا وآداب البروتوكول بحكم مهنته في هاذ لمجال طيلة سنوات كثيرة تحت غمرة الرئيس الأسبق فيليكس هوفيت بوانيي. ودافعت صحف ومواقع إلكترونية إيفوارية عن تصرف السفير أويكنين إزاء العاهل المغربي، حيث أورد موقع "نيوز أبيدجان" بأن الرجل لم يكن ممكنا له أن يظل محايدا وهو يلقي التحية على ملك المغرب، لهذا قام بالانحناء لتقبيل يده للتعبير عن الاحترام الشديد وفق التقاليد العربية. ودافع المصدر ذاته أيضا عن ردة فعل الملك بسحب يده حتى لا يقبلها السفير الإيفواري، معتبرا بأنه لفهم تصرف الملك ينبغي التذكير بعلاقات الكوت ديفوار مع المغرب خاصة في عهد الرئيس الأسبق بوانيي والملك الراحل الحسن الثاني، إذ كان أويكنين في تلك الفترة يشغل منصب مدير البرتوكول الرئاسي طيلة 40 عاما، وكانت له ألفة مع العائلة الملكية بالمغرب بحكم زياراته للبلاد رفقة الرئيس الأسبق. وذكر الموقع الإخباري الإيفواري بأن هذا السفير لعب دورا كبيرا في التقريب بين الرباط وأبيدجان، وترسيخ علاقات الصداقة بين البلدين تُوجت بزيارة الملك الراحل الحسن الثاني إلى أبيدجان، لافتا إلى أنه رغم وفاة الملك ظل الرجل يلعب الدور نفسه إلى حد أنه قام بتسهيل فتح أبواب الدبلوماسية الدولية أمام الملك الشاب بُعيد اعتلائه العرش قبل سنوات. وبمرور الأعوام، يُكمل المصدر الإيفواري، توطدت العلاقة الخاصة بين الرجلين؛ الملك محمد السادس والسفير الإيفواري جورج ويكنين وهو من أصول أرمينية؛ حتى أن مصدرا دبلوماسيا قريبا من الملك أسر ل"نيوز أبيدجان" بأن الملك قبل سفره إلى الكوت ديفوار أثنى على السفير بالقول "عندما أراه كأنني أشاهد أمامي هوفويت بوانيي وأشاهد والدي". وركزت جريدة "لاديبلوماتيك دابيدجون" على هذه العلاقة المتميزة بين رئيس التشريفات والبروتوكول السابق في الكوت ديفوار وبين ملك المغرب، حيث كان هذا الأخير يلقب أويكنين ب"TONTON" من باب الملاطفة والتودد، مضيفة بأن "الملك لم يُهِن السفير كما ادعى البعض، فهو عندما سحب يده لم يقم سوى بتصرف بروتوكولي عادي، لكونه يعتبره مثل والده".