ركزت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الجمعة اهتمامها على المعركة الدائرة بالكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الاقتطاعات المالية٬ ومعارضة الرئيس أوباما لمقترح تسليح المتمردين السوريين٬ إضافة إلى الترويج الواسع للأسلحة القادمة من النظام الليبي السابق بمالي. ولاحظت صحيفة (بوليتيكو) أن "الديمقراطيين وضعوا خطة لكسب معركة الاقتطاعات المالية التي يخوضونها ضد منافسيهم الجمهوريين"٬ مضيفة أن حزب الرئيس أوباما ينتظر الزيادات الضريبية التي ستفرض على الأغنياء وكذا على شركات النفط الكبرى. وأكدت الصحيفة أن الضغط الذي يمارسه الديمقراطيون على الجمهوريين "سيبلغ سرعته القصوى الأسبوع المقبل مع الخطاب الذي سيلقيه الرئيس باراك أوباما الثلاثاء المقبل حول وضعية الاتحاد". وأشارت الصحيفة٬ من جانب آخر٬ إلى أن زعماء الجناح الديمقراطي اتخذوا موقفا متصلبا تجاه الجمهوريين المعارضين لأي زيادات ضريبية٬ والداعين إلى اقتطاعات مالية هامة من الميزانية الفيدرالية٬ والتي ستتم بشكل تلقائي ابتداء من شهر مارس المقبل٬ في غياب أي اتفاق بين مشرعي الحزبين. من جهة أخرى٬ تناولت صحيفة (واشنطن بوست) جلسة الاستماع أمس الخميس بمجلس الشيوخ للمدير المعين على رأس وكالة الاستخبارات الامريكية (سي أي إي)٬ جون برينان٬ والتي واجه خلالها انتقادات وشكوك عميقة حول سياسة أوباما في مجال مكافحة الإرهاب٬ بما في ذلك اللجوء في سابقة من نوعها إلى استعمال طائرات بدون طيار للقضاء على الأمريكيين الأعضاء بتنظيم القاعدة. وأبرزت الصحيفة٬ في مقال بعنوان (برينان يدافع عن سياسة الطائرات بدون طيار) أن "برينان٬ الذي عمل خلال السنوات الأربع الماضية كمستشار للرئيس الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب كان مدعوا إلى توضيح السبب الذي جعل هذه الغارات الجوية تسجل ارتفاعا في عهد إدارة أوباما٬ في وقت انخفض فيه بشكل كبير اعتقال العناصر الإرهابية". على صعيد آخر٬ أبرزت صحيفة (وول ستريت) أن الرئيس أوباما رفض المقترح الرامي إلى تسليح المتردين السوريين. وسجلت الصحيفة أن وزير الدفاع ليون بانيتا٬ ورئيس أركان الجيش الجنرال مارتان دامبسي٬ أكدا منذ الوهلة الأولى٬ خلال جلسة الاستماع التي احتضنها أمس الخميس مجلس الشيوخ أنهما كان قد أعربا عن تأييدهما لهذا المقترح٬ شأنهما في ذلك شأن الرئيسة السابقة للدبلوماسية الأمريكية هيلاري كلينتون٬ وكذا المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ديفيد بترويس. وأوضحت الصحيفة أن البيت الابيض قرر معارضة تسليح المتمردين السوريين "نظرا لعدم تأكده من المتمردين الذين ينبغي أن يستفيدوا من هذه المساعدات العسكرية الأمريكية". أما يومية (نيويورك تايمز) فقد واصلت اهتمامها بالأزمة المالية٬ مشيرة إلى وجود دلائل دامغة حول ترويج أسلحة النظام الليبي السابق على نطاق واسع بمالي. وذكرت٬ في هذا الصدد٬ بأن العديد من الخبراء الدوليين حذروا٬ منذ سقوط هذا النظام٬ من وصول هذه الاسلحة إلى أيدي المقاتلين المتطرفين الذين ينشطون بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.