عبد الله بن سلول شخصية بغيضة في التاريخ الإسلامي ، فقد كان يتظاهر بالإسلام ، ويضمر له البغض سرا ، وكان سببا في نزول مجموعة من الآيات التي تتوعده وأمثاله بالخزي في الدنيا ،والعذاب في الآخرة ، كان لا يعلن كرهه للحكم الإسلامي بالمدينة ، ولكنه كان ينسق مع اليهود للانقضاض على المسلمين وتنصيبه ملكا . اليوم يمكن الحديث عن" السلوليين الجدد" الذين يتاجرون بدماء الشهداء عبر بوابة الفن ، وبتمويل من جيوبنا للأسف الشديد ، وضع يبعث على الدهشة حقا ، ذكرني بتعليق شيخ المناهضين للصهيونية بالمغرب" المقرئ أبو زيد الإدريسي "على سبب غزوة بني قينقاع ، إذ أن امرأة مسلمة جلست عند صائغ من اليهود ، فبدأ اليهود يلحون عليها بأن تكشف وجهها فأبت ،فعمد الصائغ إلى ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها ، فصاحت ، فوثب أحد المسلمين إلى اليهودي فقتله ، ثم قام اليهود فقتلوا المسلم ، وبذلك أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب على بنو قينقاع حتى طردهم من المدينة ، يعلق المقرئ الإدريسي على هذا الحادث فيقول "إذا كان اليهودي قد قدم حياته من أجل تعرية مسلمة بالأمس فإنه اليوم يعريها ويقبض الثمن باسم الموضا والانفتاح ". هذا ما يقع اليوم، فيلم يمول من جيوبنا ليرقص أصحابه على جثث شهدائنا ويدوسوا تاريخ أمة بأكمله ، تاريخ القطب أبو مدين الغوت الرجل الصوفي الذي أوقف قرية بكاملها لأجل فلسطين ، تاريخ المجاهدين المغاربة وهم يقاتلون إلى جانب القائد صلاح الدين دفاعا عن القدس في وجه الصليبين . دعاة التطبيع يتوشحون بثوب ملائكي ، ويحاولون الاختباء خلف شعارات براقة، مثل السلام ، والتلاقح الثقافي وغيرها ، وضرورة الفصل بين الديني والسياسي ، أقنعة يخبئون بها نواياهم التي لم تعد تخفى على أحد . ويبدو أن السلوليين الجدد قد تفوقوا على بن سلول كثيرا ، فإذا كان هذا الأخير لم يقدر على الجهر بمعاداته للإسلام والمسلمين فإن هؤلاء أصحاب الوجوه الشديدة البالغة الرعونة لا يستحيون أن يعلنوا معاداتهم لكل ما هو إسلامي بمقابل حدد سابقا وفق أهواء أهواء ومطالب أسيادهم ، ويا ليتهم اكتفوا بهذا بل إنهم يمولون أفلامهم الهابطة بأموال هذا الشعب الذي لا زال أطفاله يموتون بالبرد في أقاصي المغرب غير النافع . الغريب أن كراهية الكيان الصهيوني تزداد في الآونة الأخيرة داخل الأوساط الفنية ، إذ أصبح مجموعة من الفنانين والفرق الفنية يرفضون إحياء سهرات بالكيان بالرغم من الإغراءات التي تقدم لهم، إذ سبق أن رفضت المغنية الأمريكية كاساندرا ويلسون حفلا لها بتل أبيب دعما لحقوق المدنيين الفليسطينيين ، وهو الأمر الذي سارت على نهجه فرقة" بيكسيز" الأمريكية لفن الروك وغيرها ممن اقتنعوا بضرورة مقاطعة الكيان الغاشم . أن تندد الهيئات المناهضة للصهيونية بالمغرب وتحتج على إدراج فيلم تنغير جيروزاليم شيء إيجابي ، لكن ذلك ليس كافيا بتاتا. المتاجرون بالدماء يتعاملون مع هاته الاحتجاجات ومع الأصوات الشعبية الأبية بشعار "قولوا ما شئتم ودعونا نعمل ما نشاء". المتاجرون بالشهداء لن تنفع معهم المواعظ والوقفات ، فكلما تكررت الوقفات كلما شهدنا اختراقات جديدة ، حتى أصبحت كحكاية ذلك الواعظ الذي أراد أن يعظ ذئبا ،وبينما هو يحدثه عن مكارم الأخلاق ، فإذا به يقول له اسرع يا أخي فتم قطيع قد يفلت من يدي لذلك نرى أنه على وزارة الإتصال تحديدا أن تقوم بدورها وتسقط هذا العار الذي يسيئ للمغاربة جميعا ، كما أنه على المجتمع المدني أن يكتف من ضغوطاته على الحكومة حتى تبادر بإدراج مشروع قانون يجرم التطبيع نهائيا ، حتى تنتهي الإساءة للمغاربة قاطبة . [email protected]