يبدو أن التوتر ما يزال مهيمنا على علاقة الأجهزة الأمنية بحزب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، فبعد تعنيف عبد الصمد الإدريسي النائب البرلماني عن الحزب ذاته أمام مجلس النواب، وصفع مسؤول محلي في نقابة الاتحاد الوطني للشغل المقربة للحزب بتمارة، اتهم سعيد السليماني المستشار الجماعي ببلدية بوجدور الذي ينتمي إلى حزب بنكيران مسؤول المنطقة الأمنية بالمدينة نفسها، بإهانته حين وجه له عبارة: "إلى مامشيتي غادي نحسّن ليك ديك اللحية ديالك". وتعود تفاصيل الحادث الجديد إلى الأسبوع الماضي عندما كان عدد من المقاولين الشباب ببوجدور ينظمون اعتصاما بمقر المستشفى الإقليمي، احتجاجا على تعامل مديرته معهم ورفضها الاجتماع بهم لتقديم توضيحات حول صفقة أبرمتها إدارة المستشفى مع شركة للحراسة، اعتبرها المقاولون الشباب بأنها "غير قانونية"، قبل أن تتدخل عمالة الإقليم لفض الاعتصام وتعد بعقد اجتماع في الموضوع يحضره مسؤولو مندوبية وزارة الصحة. وحسب أحد المقاولين الحاضرين، فإن فاعلين حزبيين وحقوقيين من بينهم مستشار جماعي عن حزب العدالة والتنمية حجوا لمؤازرة الاعتصام، والتضامن مع المعتصمين قبل أن يفاجئوا بتهديد مسؤول المنطقة الأمنية لعدد منهم، واتهامه لهم بأنهم يريدون الحصول على مقابل مادي فقط، وهو ما دفع أحد الفاعلين إلى طلب سحب اتهامه، فرد عليه المسؤول الأمني: "مانسحبش كلامي، أنا ماشي فالبرلمان"، موجها كلامه للمستشار الجماعي المذكور بالقول: "إلى مامشيتي غادي نحسن ليك ديك اللحية ديالك". وخلّف كلام المسؤول الأمني ببوجدور موجة استياء في صفوف الحاضرين، معلنين عزمهم التصدي له ولغيره من المسؤولين الذين لا يُعيرون أي اهتمام للمرحلة السياسية التي يعيشها المغرب، ولا لحساسية الوضع في أقاليم الصحراء.