كلنا نتذكر عملية الفرار الهوليودية الشهيرة التي كان مسرحها السجن المركزي بالقنيطرة وكان أبطالها تسعة رهط حفروا نفقا انتهى بهم الى حديقة مدير السجن ثم الى فضاء الحرية لتبتلعتهم الأرض، وكم يتمنى الآلاف من المغاربة لو حفروا أنفاقا من مختلف مناطق مغربنا العزيز لينتهي بهم الأمر في أحد حواضر أوروبا كبديل عن الاختفاء في سراديب الشاحنات و الحاويات والمقامرة بالأرواح في مراكب الصيادين.. بعد الهزات العديدة التي عرفتها المؤسسة السجنية بمغربنا من حرائق وحالات عصيان و سلسة من الاحتجاجات عن الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها نزلاء السجون المغربية، ثم عملية الفرار فروا من سجن القنيطرة ، موازاة مع هذه الهزات تم تعيين منذ أيام قليلة مولاي حفيظ بنهاشم على رأس ادارة السجون و اعادة الادماج ....المنتظر من الرجل الترميم و الاصلاح وصنع هيبة وبريقا للسجن المغربي. قيل أن السيد مولاي حفيظ بنهاشم رجل مهني ويمتلك من الكفائة والذكاء ما يجعل من السجن المغربي مؤسسة تربوية و اصلاحية تعيد تأهيل النزيل ودمجه في المجتمع كمواطن نافع ومنتفع، وقد يشتهي المحرومون والمتسكعون ومن لا سقف يأويهم سجون بنهاشم طلبا للراحة و الغذاء الجيد ....الفكرة رائعة ان كان فعلا المندوب العام لادارة السجون يمتلك فعلا تلك الموهبة والمهنية اللازمتين لاصلاح وضع السجون والسجناء ببلدنا ...وهذا ما يتمناه أي مواطن مغربي، أن يكون على رأس مؤسساتنا واداراتنا رجال أكفاء ونزهاء وعقلاء ....فما أحوج القضاء الى الاصلاح و تعين على رأسه رجلا صلبا عادلا يضع حدا لأمهات الفضائح أيا كان مصدرها وأيا كان أبطالها، وما أحوج التعليم الى رجل تربوي مثقف يصلح مناهجنا التربوية لتتماشى مع الحداثة والانفتاح و يجعل من قطاع التعليم قطاعا منتجا و يعيد الاعتبار لرجل التعليم المكافح، وما أحوج قطاع الصحة الى طبيب خبير يرمم هذا القطاع المهلهل ويعيد تلك الابتسامة المشرقة والشافية على وجه الطبيب و الممرضة لكي يحس المريض بالأمان، و ما أحوجنا لرئيس حكومة تنتخبه الأغلبية و ينال رضا الشعب المغربي عوض حكومة أقلية بعيدة كل البعد عن هموم الشعب المغربي وتطلعته . نعم نزلاء السجون بحاجة الى تأهيل يعيد لهم آدميتهم كمواطنين كما أن هناك تأهيل آخر يجب أن يشمل كبار اللصوص المتنفذين و المتورطين في قضايا المخدرات و التهريب والرشاوى وملفات الفساد الكبرى. ""