مازال هروب تسعة عناصر من السلفية الجهادية من السجن المركزي بالقنيطرة ليلة الأحد الاثنين 6/7 أبريل محيرا، فهؤلاء المحكوم عليهم بفترات تتراوح ما بين الإعدام والمؤبد و20 سنة، حفروا لأسابيع نفقا طوله 25 مترا وعمقه ثلاثة أمتار. أولى الأسئلة المحيرة تتعلق بالأكياس التي وضعوا فيها الأتربة التي أخرجوها من النفق، وتتضارب الروايات بخصوص هذه النقطة، فهناك رواية تقول إنهم حصلوا عليها من سجناء الحق العام بالسجن نفسه، وهناك رواية ثانية تقول إنهم حصلوا عليها من عمال المطبخ بالسجن. "" كما أن طريقة إخراج الأتربة ظلت هي الأخرى محيرة، فلا يمكن تصريف 50 كيسا من الأتربة عبر توزيعها على زنازن السجناء الآخرين. من الأمور التي ساعدت كثيرا هؤلاء الفارين التسع هو الحرية الكبيرة التي يتمتعون بها داخل السجون، فالسجناء المتهمون في قضايا الإرهاب يعيشون بعيدا عن أعين إدارة السجن "لما كنت في سجن سلا، كنا (رفقة سجناء آخرين) نسير أمورنا بأيدينا، لا أحد يجرؤ على الاقتراب منا" يحكي ل"إيلاف" أحدهم الذي غادر السجن قبل أيام. هذه الحرية استغلها بشكل كبير السجناء التسع. وعلمت "إيلاف" أن أحد هؤلاء الفارين كان يدير شبكة لتهريب المهاجرين إلى أوربا، ومن غير المستبعد أن تكون وجهة هؤلاء التسعة أوربا عبر البحر الأبيض المتوسط بواسطة قوارب الموت. وكانت السلطات المغربية بمختلف أنواعها تعبأت لملاحقة هؤلاء منذ صباح أول أمس الاثنين. لأمل مازال قائما في العثور على الفارين ذي السوابق الخطيرة، إذ سبق لهم أن ارتكبوا جرائم قتل ذهب ضحيتها رجال أمن، وتترصد الأجهزة الأمنية عائلاتهم، وتعول الشرطة المغربية على ارتكاب هؤلاء ببعض الأخطاء للوصول إليهم، فهي تعلم أن أحد الهاربين قد طلقته زوجته ومنعته من رؤية أطفاله وتزوجت عليه، وقد تأثر كثيرا هذا السجين وقد يلجأ إلى الانتقام من زوجته، ويتعلق الأمر بالمحكوم بالإعدام عبد الهادي الذهبي. الشرطة المغربية المعبأة تسعى للإيقاع بهؤلاء السجناء الفارين الخطيرين، لكن مرور ثلاثة أيام عن هروبهم سيزيد من متاعب هذه الشرطة، خاصة أنهم مستعدون للقيام بكل شيء في حالة إذا ما دنا أمر إلقاء القبض عليهم.