أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، اليوم بالرباط أن الحكومة لها ما يكفي من القدرة والعزيمة على أن تنجح في المهمة المناطة بها٬ لكن في إطار الحيز الزمني المعقول الذي يتطلبه تنفيذ إجراءات إصلاحية هيكلية إلى جانب التدابير المستعجلة الضرورية. وقال بنعبد الله خلال عرضه لتقرير المكتب السياسي أمام الدورة التاسعة للجنة المركزية للحزب٬ إن نجاح هذه الحكومة في أداء مهامها " ليس مسألة مصيرية للأحزاب الأربعة المكونة لها فحسب٬ بل إنها قضية مصيرية أيضا بالنسبة للبلاد برمتها٬ نظرا لما يمكن أن يتولد في حالة الفشل من عواقب وخيمة ". وأشار إلى أن الحكومة لم تأت في ظروف اقتصادية ومالية سهلة نظرا للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية٬ خاصة لدى الشركاء الأوروبيين٬ وارتباط الاقتصاد المغربي بمنطقة الأورو. وفي ما يتعلق بمشاركة الحزب في الحكومة٬ اعتبر أن هذه المشاركة قائمة على برنامج حكومي تعاقدي يناسب الحزب من حيث توجهاته الأساسية٬ حيث تضمن للحزب عدديا ونوعيا قدرة التأثير الفعلي على مضامين وتوجهات هذه التجربة٬ خاصة وأنها استندت أيضا إلى ميثاق للأغلبية الحكومية باعتباره وثيقة تعاقدية ومرجعا للعمل المشترك للأحزاب المشكلة لهذه الأغلبية. وخلص في هذا الصدد إلى أن مشاركة الحزب في الحكومة٬ تأتي٬ " فضلا عن الحرص الشديد على تأكيد الخيار الديمقراطي٬ من أجل الحفاظ على استقرار البلاد٬ ومواصلة الاصلاحات الكبرى٬ والرقي بالأوضاع الاجتماعية للفئات المحرومة٬ وتحسين أسلوب الحكامة٬ وضمان فعالية أكثر في محاربة الفساد٬ وكل ذلك في إطار التناغم والتكامل مع المؤسسة الملكية٬ التي أبانت٬ باستمرار وإقدام٬ عن إرادة إصلاحية أكيدة٬ والتي يشكل دعمها المتواصل والصريح لهذا المسار شرطا أساسيا لإنجاحه". وأكد أنه من أجل تفعيل ديمقراطي لمضامين الدستور٬ تكتسي مسألة وضع وتنفيذ مخطط تشريعي لتنزيل الدستور الجديد ( 19 قانونا تنظيميا ونحو 30 قانوناعاديا ) أهمية بالغة٬ مع التشديد على أن القوانين المعنية هي قوانين مؤسسة تهم جميع الأطراف وليس الحكومة وحدها أو الأحزاب المشكلة لأغلبيتها دون غيرها٬ وبالتالي ينبغي أن يكون وضع هذه القوانين وإقرارها مبنيا على توافق عريض٬ بعيدا عن أي شكل من أشكال المزايدة٬ مما يستدعي من الحكومة والأغلبية والمعارضة وسائر الفاعلين المعنيين تحمل مسؤولياتهم كاملة. وحول ما يعرف ب" الربيع الديموقراطي" ٬ قال إن التحولات الايجابية التي يعيش المغرب على إيقاعها٬ هي ثمرة لتراكمات عقود من النضال في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية٬ نضال يشكل الحراك الاجتماعي الذي شهدته المملكة في الشهور الأولى من السنة الماضية ٬ حسب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية٬ أحد محطاته البارزة لما أعطاه من دفعة قوية ونفس جديد لهذا النضال.