يدخل ممثلو كرة القدم المغربية في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية ٬المغرب الفاسي (حامل اللقب) والوداد البيضاوي والنادي المكناسي٬ نهاية الأسبوع الجاري٬ غمار منافسات ذهاب دور ثمن النهاية مكرر٬ وعينهم على تعزيز الحظوظ في بلوغ دور المجموعتين وبالتالي الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في هذه المسابقة خلال السنتين الماضيتين. فعلى الرغم من كون توقيت إجراء هذا الدور يأتي في ظرفية تبدو صعبة بالنسبة للفرق الثلاثة٬ على اعتبار أن البطولة الوطنية لم تنطلق منافساتها بعد والاستعدادات لازالت في بدايتها إضافة إلى فترة الانتقالات التي تعرفها جل الأندية إن على مستوى تسريح لاعبين وانتداب آخرين أو التغييرات التي تقع على مستوى الإدارات التقنية والمكاتب الإدارية المسيرة٬ فإنها تبقى مع ذلك مطالبة بتجاوز كل هذه المطبات وأن تكون على قدر المسؤولية المنوطة بها والمتمثلة في تكريس الحضور الوازن لكرة القدم المغربية وتألقها على الساحة الإفريقية في السنتين الأخيرتين من خلال إحرازها ثلاثة ألقاب في الموسمين الماضيين على حساب فرق تونسية. فقد نجح فريقا اتحاد الفتح الرياضي والمغرب الفاسي في تحقيق إنجازين كبيرين ومنحا كرة القدم المغربية ألقابا كانت في أمس الحاجة إليها لاستعادة توهجها القاري وكان ذلك على حساب نظيرتها التونسية٬ التي تعتبر أحد أهم المدارس الكروية على الساحة والمتمثلين في النادي الرياضي الصفاقسي بالنسبة للفتح (2010)٬ والثاني والثالث بواسطة فريق المغرب الفاسي (2011) على حساب فريقي النادي الإفريقي (كأس الكونفدرالية) والترجي الرياضي (الكأس القارية الممتازة)٬ دون إغفال بلوغ الوداد نهاية مسابقة دوري الأبطال وخسارته أمام الترجي التونسي٬ إضافة إلى الإنجازات السابقة في المسابقة لكل من الكوكب المراكشي (1996) والرجاء البيضاوي (2003) والجيش الملكي (2005). وتبدو مهمة فريق المغرب الفاسي٬ الذي أرغم على توديع مسابقة دوري الأبطال بخسارته في الدور الماضي وبنتيجة واحدة 2-0 ذهابا بفاس وإيابا بالقاهرة أمام فريق الزمالك المصري٬ صعبة على اعتبار أنه سيستقبل يوم السبت بملعب المركب الرياضي بفاس ضيفه ليوبار الكونغولي٬ الذي بلغ هذا الدور عن جدارة واستحقاق بتخطيه عقبة فريق هارتلاند النيجيري٬ ما سيجعله أمام خيار لا ثاني له ويتمثل في تحقيق فوز عريض يساعده في خوض مباراة الإياب في ظروف أكثر راحة. كما أن المهمة لن تكون سهلة أمام المدرب عبد الغني بناصري٬ الذي تعاقد مؤخرا مع الفريق ليشرف على إدارته التقنية خلفا لرشيد الطاوسي المنتهي عقده والذي قاد فريق العاصمة العلمية إلى إنجازات وطنية (كأس العرش) وقارية (كأس الكونفدرالية والكأس الممتازة) غير مسبوقة٬ بيد أن تواجد المدرب المساعد محمد الأشهبي٬ الذي رافق الفريق في رحلة التألق والتتويج٬ وعودة الرباعي مصطفى لمراني وسمير الزكرومي وحمزة بورزوق وسعيد الحموني من جدة السعودية حيث يوجد المنتخب الوطني المحلي في مسابقة كأس العرب٬ قد يخفف من حدة هذه الإكراهات ويمنح المجموعة الفاسية فرصة التصالح مع الجمهور خاصة بعد الكبوة غير المنتظرة في مسابقة دوري الأبطال وفي المقابل٬ تبدو مهمة فريقي الوداد البيضاوي والنادي المكناسي٬ أصعب لكونهما سيخوضان مباراتي الذهاب خارج ملعبيهما٬ حيث يحل الأول ضيفا على فريقي أكاديمية أمادو ديالو الإيفواري٬ التواق لبلوغ دور المجموعتين لأول مرة في مشواره الرياضي٬ والثاني على فريق الملعب المالي٬ الذي يبقى أحد السواعد القوية على الساحة القارية٬ علما بأن الفريقين الإيفواري والمالي تحولا من مسابقة دوري الأبطال إلى كأس الكونفدرالية عقب خسارتهما في دور ثمن النهاية أمام فريقين عريقين آخرين هما على التوالي الترجي الرياضي التونسي والأهلي المصري. وما قيل عن فريق المغرب الفاسي ينطبق على الفريقين البيضاوي والمكناسي٬ اللذين يوجدان في نفس الوضعية خاصة في ما يتعلق بالانتقالات والانتدابات٬ في الوقت الذي حافظا فيه على إدارتيهما التقنية ما سيساعدهما على مناقشة مباراتيهما بكثير من الهدوء على أمل العودة بنتيجة مشجعة تفتح الأبواب أمامهما على مصراعيها نحو دور المجموعتين. ففريق الوداد٬ سيحل بأبيدجان محروما من مجموعة من أبرز لاعبيه إما بسبب تغيير الأجواء كمحسن ياجور وأحمد أجدو ويوسف القديوي أو بسبب عدم الجاهزية أو الأعطاب بالنسبة لأيوب الخالقي وبكر الهلالي وجواد إيسن٬ إلى جانب كونه سيخوض المباراة بحارس مرمى واحد على نادر المياغري بعد انتقال الحارس الثاني ياسين بونو مؤخرا إلى الفريق الثاني لأتليتيكو مدريد الإسباني٬ الشيء الذي سيرغم المدرب بينيطو فلورو على الاعتماد على ما يتوفر عليه من عناصر. ومن جانبه٬ يعي عبد الرحيم طالب٬ مدرب فريق النادي المكناسي٬ أهمية وصعوبة المواجهة التي تنتظره بباماكو٬ غير أنه يبدو على أهبة الاستعداد لخوض هذه المغامرة الإفريقية خاصة بعد البرنامج الإعدادي المكثف الذي خاضه بالدار البيضاء والذي تخللته بعض المباريات الودية. وكان النادي المكناسي والوداد البيضاوي قد بلغا دور ثمن النهاية مكرر بعد تعادل الأول مع مضيفه أسيك ميموزا الإيفواري ذهابا بأبيدجان (1-1) وتعادله معه إيابا بمكناس (0-0). فيما تأهل الثاني بخسارته ذهابا مع مضيفه فريق ريال باماكو 1-0 بباماكو وفوزه عليه إيابا بالدار البيضاء 3-0. وكانت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم قد عينت طاقما تحكيميا من غينيا لإدارة مباراة فريقي المغرب الفاسي وليوبار٬ المقررة يوم السبت انطلاقا من الثامنة ليلا بمركب فاس٬ يقوده بانغورا أبو بكر٬ في حين سيدير طاقم تحكيم من الجزائر بقيادة عبيد شارف مباراة أكاديمية أمادو ديالو والوداد البيضاوي بأبيدجان (السبت على الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر)٬ والحكم الطوغولي كوكو دجاوبي لمباراة الملعب المالي والنادي المكناسي بباماكو (السبت على الساعة الخامسة عصرا). يذكر أن مباريات إياب دور ثمن النهاية مكرر ستقام في الفترة ما بين 13 و15 يوليوز المقبل.