خصصت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت حيزا مهما من صفحاتها للحديث عن وفاة الصحافي والدبلوماسي غسان تويني عميد جريدة (النهار) عن 86 عاما بعد مرض عضال ألزمه الفراش في السنوات الأخيرة معتبرة أنه كان "أسطورة الصحافة العربية". فقد نشرت (النهار)٬ التي أدارها غسان تويني على مدى عقود٬ مقالات تأبينية بأقلام عدد من الكتاب والإعلاميين والسياسيين من ضمنهم نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وتحدثت المقالات عن مهنية غسان تويني وشجاعته الأدبية ونزاهته الفكرية ومواقفه الصريحة وصداقته للشعب الفلسطيني وكذا عن ثقافته الواسعة وشغفه بالتراث. وتحت عنوان (غسان تويني: الذي كتب نهاره بحبر من نور)٬ قالت جريدة (السفير) إن الراحل "كتب٬ على امتداد ستين سنة٬ افتتاحيات تساعد على تحديد الطريق إلى المستقبل". وأضافت٬ في مقال بقلم ناشرها طلال سلمان٬ "جعل غسان تويني من قلمه سيفا يشق قلب الخطأ ٬ وأنار الوجدان بالرأي٬ ولو مختلفا عن السائد٬ متقبلا الرأي الآخر من موقع المحاور لا الخصم٬ محتفظا بالعداء للعدو الذي لا عدو غيره: إسرائيل". وقالت جريدة (المستقبل) إن "قلمه يختزل حداثة منطلقة من إمساك لغات عدة من تلابيبها٬ فكره يعتصر ثقافة نادرة٬ ثقافة نبيلة من النوع الذي ينتجه احتكاك ما تقرأ وتتعلم مع ما تعيش وتختبر". وخصصت الجريدة صفحات ل"رحيل أستاذ سر الصحافة الجميل"٬ و"عميد الصحافة"٬ الذي اعتبر رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري أنه "اعتلى منصة الحرية ليكون أبرز حراسها". وفي جريدة (الأخبار)٬ كتب الشاعر أنسي الحاج أنه "قلما برز صحافي بوصفه صحافيا مثلما برز غسان تويني". وأضاف أنسي الحاج أن غسان تويني كان "الصحافي وأكثر. له كتب٬ بل له مجموعة شعرية بالفرنسية٬ وله ماض كأستاذ جامعي٬ وعمل نائبا ووزيرا وسفيرا٬ لكن حضوره كان حضور الصحافي٬ وحضوره الصحافي كان مشحونا بالسياسة والثقافة والعلاقات الواسعة". وقالت جريدة (الحياة) اللندنية٬ في طبعتها اللبنانية٬ إن "الموت غيب أمس أحد عمالقة الصحافة اللبنانية والعربية٬ ورواد تطويرها الذين ارتقوا بها إلى مصاف الصحافة العالمية". وأضافت الجريدة أنه "برحيل تويني٬ الذي نهض منذ أواخر أربعينات القرن الماضي ب(النهار) إلى مصاف المؤسسة الكبرى من مؤسسات الإعلام اللبناني في حقبته الذهبية٬ تقلب صفحة من كتاب الإعلام المكتوب الذي ساهم في صنع الأحداث والرؤساء في التاريخ اللبناني".