أقدم البرلماني الهولندي عن "الحزب من أجل الديمقراطية"، خيرت فيلدرس (الصورة) على بث فيلم "فتنة" عبر الإنترنت مدته 15 دقيقة مساء أمس الخميس. يحوي الفيلم صور هجمات 11 سبتمبر في أمريكا وتفجيرات لندن ومدريد، وصور إعدامات في إيران وأفغانستان وغيرها من الأماكن مثل مشاهد "الاحتفال" الدموي لدى الشيعة في ذكرى مقتل الحسين. كما تضمن مقابلة مع المخرج الهولندي تيو فان خوخ الذي قتله المدعو محمد ب. وأرفق كل هذا بنصوص من القرآن يزعم أنها تدعو إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال. وفي رد سريع من طرف رئيس الوزراء الهولندي تلاه باللغتين الهولندية والإنجليزية، أعاد السيد بلكننده التأكيد على موقف الحكومة الهولندية البعيد عن الفيلم وما يحتويه، نافيا في الوقت نفسه مسؤولية الإسلام عن الأعمال الوحشية التي يذهب ضحيتها أيضا مسلمون. وشجب الربط الميكانيكي بين الإسلام والإرهاب الذي حاول فيلدرس إبرازه لترويع المواطنين وزرع الخوف بينهم. وطالب الجميع في الأخير إلى العمل سويا من أجل مد الجسور بين فئات المجتمع الهولندي وإشاعة قيم الاحترام المتبادل. أما زعيم الحزب الليبرالي الذي انشق عنه فيلدرس قبل سنوات بسبب معارضته انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فقد أشار إلى أن مهمة البرلماني هي البحث عن الحلول لمشاكل المجتمع وليس صناعة الأفلام! ومن يريد النقاش السياسي لا يحتاج إلى فيلم. واتجهت آراء رؤساء الفرق البرلمانية إلى أن فيلدرس لا يبحث عن حلول بقدر ما يرمي إلى الإثارة لكسب الأنصار والأتباع. وقال السيد علي الداودي، وهو كاتب وناشط إسلامي، إن محتوى الفيلم لا جديد يحمله، بل أكثر من هذا فإن بعض اللقطات المنقولة عن قناة "اقرأ" معروفة لدى كثير من المسلمين. في نفس الاتجاه سار أيضا الكاتب محمد بنزقور الذي علق ساخرا "أنا أنتظر الجزء الثاني من الفيلم .. ولو أن الجزء الثاني من أي فيلم يكون دائما أسوء من الجزء الأول!" بالإضافة إلى اعتماد فيلدرس عن صور متداولة، استخدم صورة لمغني الراب المشهور صلاح الدين الذي يشبه إلى حد كبير قاتل فان خوخ محمد بويري. وقد صرح الفنان صلاح الدين أنه سيرفع دعوى قضائية ضد فيلدرس. كما أعلن أحد رسامي الكاريكاتور المسيء للرسول (ص) أنه سيرفع أيضا دعوى قضائية ضد فيلدرس لأنه استخدم أحد رسوماته دون استئذانه مما يعد سرقة. بالإضافة إلى ذلك قال محامي مشهور لجأت إليه مؤسسة العمل المشترك للمغاربة في هولندا إنه طلب من الادعاء العام فحص محتويات الفيلم الذي يدعو إلى الكراهية، وهو ما يعاقب عليه القانون الهولندي. يذكر أن السلطات الهولندية كانت قد أعلنت عن مجموعة من الإجراءات لاحتواء الأزمة في الداخل والخارج. شاهد من هنا مقاطع من فيلم -فتنة-