أثارت تصريحات لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، حول موقف الحكومة من رفع رسوم التسجيل بالجامعات والمعاهد الإسبانية، غضبا وقلقا لدى الطلبة المغاربة المسجلين بتلك الجامعات، حيث سبق للداودي أن صرح، خلال اجابته على سؤال شفوي بمجلس النواب أول أمس الاثنين 04 يونيو الجاري، بكون المغرب لا دخل له في قرارات إسبانيا فيما يخص رفع رسوم التسجيل في مدراسها العليا، داعيا في نفس السياق الى ضرورة توفير مقاعد للطلبة المغاربة ببلدهم عوض الذهاب اضطرارا الى الخارج. وفيما اعتبرت مصادر طلابية مغربية مقيمة باسبانيا تصريح الداودي "إهمالا لقضيتهم"، أكدت ذات المصادر أن إحدى الحقوقيين الإسبان، وهو محامي بجمعية حقوق الإنسان بأندلوسيا، قد صرح قبل بضعة أيام بكون اسبانيا لا تلمك الحق في الرفع من رسوم التسجيل بالنسبة للطلبة المغاربة وفقا لمعاهدة "التعاون الثقافي" الموقعة بين المغرب و إسبانيابالرباط يوم 14 أكتوبر 1980، والتي تنص على أن " كل من الطرفين (أي الحكومة الاسبانية والحكومة المغربية) يسمح لأبناء الطرف الآخر المقيمين ببلده الولوج إلى مؤسساته التعليمية التكوينية بنفس ظروف مواطنيه"، داعيا إلى ضرورة احترام هذا الاتفاق الذي من شأنه الحفاظ على حسن العلاقات الثقافية بين البلدين. ويَعتبر بعض الطلبة المغاربة المقيمين بإسبانيا أن هاته الزيادة الحاصلة في رسوم التسجيل من شأنها إقصاء أغلبية المغاربة، البالغ عددهم أكثر من 4000 طالب، من إمكانية متابعة دراستهم، لاعتبار أن الطالب المغربي كان يؤدي حوالي 1000 أورو للسنة الواحدة، في حين سيصبح مطالبا بأداء مبالغ تتراوح ما بين 6000 أورو بالنسبة للشعب العادية، و 9000 أورو بالنسبة للشعب التي تكلف الدولة مصاريف أكبر ككلية الطب و كلية الهندسة المعمارية. وفي نفس السياق، كان لحسن الداودي قد صرح أمام مجلس النواب أول امس الاثنين، رداً على سؤال يتعلق بوضعية الطلبة المغاربة باسبانيا وعلاقتها بقرار الحكومة الإسبانية رفع رسوم التسجيل في مدارسها العليا، مؤكدا على أن هذا القرار هو إجراء سيادي قامت به بعض الدول الغربية كَرَدّ فعل على تصاعد الأزمة العالمية ولا دخل للمغرب في هذه القرارات. وتأسف الداودي في نفس الوقت على أن عددا من الطلبة المغاربة يضطرون للسفر الى الخارج لأنهم لم يجدوا مقاعد كافية لهم بالمغرب، حيث تُقدر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر عددهم ب50 ألف طالب مغربي يدرس بالخارج، مضيفا ان ميزانية الاستثمار التابعة للوزارة لا تتجاوز مليار واحد من الدرهم في الوقت الذي بلغت فيه رسوم التسجيل لسنة 2011 حوالي 2,6 مليار درهم. ومن جهة أخرى، من المنتظر أن يلتئم آباء و أولياء الطلبة المغاربة المقيمين بالديار الإسبانية في إطار جمعية سيطلقون عليه اسم "الجمعية الوطنية لآباء و أولياء الطلبة المغاربة القيمين بالديار الإسبانية"، حيث سيعقد الجمع العام التأسيسي للجمعية السبت المقبل بالرباط، فيما ستكون نقطة مطالبة الحكومة المغربية بأخذ الإجراءات اللازمة لضمان متابعة الطلبة المغاربة لدراستهم العليا بإسبانيا أهم المحاور الأساسية في الجمع العام. تجدر الإشارة الى أن رئيس الحكومة، عبد الاله بنكيران، قام في اطار زيارته الأخيرة للجارة إسبانيا بالتباحث مع الحكومة الإسبانية حول قضية رفع رسوم التسجيل بالجامعات، كما قام سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون بمناقشة الملف مع السفير الإسباني بالمغرب، مما أسفر على تعهدٍ من رئيس جامعة "كرانادا" الإسبانية، التي تستقطب أكبر عدد من الطلبة المغاربة، بعدم الزيادة في رسوم التسجيل ابتداء من السنة القادمة.