هاجمت التنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن حركة اليقظة المواطنة على خلفية بيان لهذه الأخيرة اعتبرت فيه أن تصريحات نُسبت لمحمد المغراوي تمس بالمبادئ الدستورية. ووصفت تنسيقية جمعيات دور القرآن في بيان توصلت "هسبريس" بنسخة منه، بيان "اليقظة المواطنة" بالغريب الذي عمد إلى تحريف كلام المغراوي وحمله معاني "باطلة"، والذي عمدت من خلاله الحركة "ذات المرجعية العلمانية" إلى إيهام الرأي العام بأن كلام المغراوي يأتي في سياق سعي السلفيين إلى بقاء حزب العدالة والتنمية في سدة الحكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقالت التنسيقية المذكورة إن اعتبار "اليقظة المواطنة" لتصريحات المغراوي بأنها تخلط بشكل خطير بين المجال السياسي والمجال الديني بشكل غير مسبوق، وأنها ترهن العمل التنفيذي والتشريعي لضوابط الدولة الدينية كما تفهمها التيارات السلفية، هو مجرد تهويل، مؤكدة أن محمد المغراوي أجاب عن سؤال لإحدى الأسبوعيات عن قصده بقوله أن حكومة بنكيران إذا نشرت الإسلام سوف تحكم المغرب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قائلا "هذا من صيغ المبالغة الواردة في اللغة العربية التي يراد بها التحفيز والتشجيع، وإلا فبديهي أن بقاءها في الحكم أبدا غير ممكن، وإنما قصدي تحفيز الحكومة لمضاعفة الجهود لخدمة الإسلام وأن هذا كفيل بالتقليص من الظلم والشرور وانتشار الإصلاح الذي تتوق إليه نفوس المغاربة الأحرار...وإذا رأى الشعب إصلاحا حقيقيا من هذه الحكومة فإن هذا سيدفعه نحو التصويت عليها ما دامت مستمرة في الإصلاح الملموس الصادق. فهذا هو قصدي، ولا يصح عقلا ولا شرعا أن يفهم أنني أعني الخلود في الحكم أو في غيره". وواصلت التنسيقية التي يرأسها حماد القباج، هجومها على حركة "اليقظة المواطنة"، مُتهمة في بيانها أفرادا في الحركة بأنهم عُرفوا بمواقفهم العدائية المشحونة بمشاعر الحقد والكراهية تجاه الشريعة الإسلامية وتاريخ الإسلام ودعاته ورموزه، شارحة أن ما اتهمت به أعضاء "اليقظة المواطنة" هو الذي يدفع أصحابها إلى اختلاق الكذب ومجانبة النزاهة، مُذكَّرة بحادثين سبق أن اتُّهم فيهما سلفيون من قبل جمعية بيت الحكمة التي ترأسها خديجة الرويسي، ومن قبل جريدة ورقية كانت قد نشرت خبرا اعتبرته تنسيقية جميعات دور القرآن كاذبا، يتعلق بقتل يهودي بفاس. وتساءلت التنسيقية نفسها عن المغزى مما قالت عنه تصعيدا تفتعله بعض التوجهات العلمانية، وعما إذا كان هذا "الشحن الإيديولوجي" يخدم مصالح الوطن في هذه الظروف "الحساسة" التي يحتاج فيها الغرب إلى تضافر الجهود من أجل إنجاح تجربته في الإصلاح السلمي على حد تعبير بيان تنسيقية جمعيات دور القرآن الذي حمل عنوان "بيان استنكاري لافتراءات حركة "اليقظة المواطنة". وأدان البيان المشار إليه ما قال عنه ترويج الكذب والافتراء من طرف من سماها أبواق ومنابر العلمانيين، مطالبا إياها بالنزاهة واحترام الشعب المغربي والاعتذار له، ومُحذرا الرأي العام المغربي من الانسياق خلف بيانات "اليقظة المواطنة" التي وصفها بالمغرضة التي تستهدف الإسلاميين عموما والتيار السلفي بشكل أخص، "بعد أن فشلت آلة الاستبداد والاستئصال في إقناع المغاربة بالتهم التي نسبتها زورا لهذا التوجه الوطني الأصيل؛ من قبيل رميه بالإرهاب والتطرف وتهديد الأمن وزعزعة الاستقرار"، يضيف البيان.