على إثر التصريحات الاخيرة التي أدلى بها الشيخ عبد الرحمن المغراوي، خلال لقاء لشبيبة العدالة والتنمية حيث أكد فيها دعمه لحكومة بنكيران بقوله "إذا عملتم على نشر الإسلام سيبقى حزبك في الحكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، اصدر المكتب الاداري لحركة اليقظة المواطنة يوم 13 ماي 2012، بيانا ناريا معتبرا ان هذه الخرجة، وغيرها كثير من الخرجات المماثلة، تخلط بشكل خطير بين المجال السياسي والمجال الديني بشكل غير مسبوق.
وجاء في البيان، الذي توصلنا به في شعب بريس، أنه "نظرا لكون هذه التصريحات تتزامن مع بوادر ترتيبات تسعى لتنظيم العلاقة بين بعض التيارات السلفية، وبعض الجماعات الدينية، وكذا خرجات بعض وزراء الحكومة الداعمة لمثل هذه الترتيبات، فإننا نعتبر بأن هذه الخرجات تخلط بشكل خطير بين المجال السياسي والمجال الديني بشكل غير مسبوق، بل إنها ترهن العمل التنفيذي والتشريعي لضوابط الدولة الدينية كما تفهمها التيارات السلفية. وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام بخصوص طبيعة العلاقة بين حركة التوحيد والإصلاح ورئيس جمعية الدعوة، وكذا مع حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة."
وذكر بيان جمعية اليقظة المواطنة بالفصل السابع من الدستور الذي يصرح بأنه "لا يجوز أن تؤسس الأحزاب السياسية على أساس ديني ... ولا يجوز أن يكون هدفها المساس بالدين الإسلامي، أو بالنظام الملكي، أو المبادئ الدستورية، أو الأسس الديمقراطية..." وبالتالي فإن "الخلط المقصود في هذه الخرجات -وأخرى- بين تدبير الشأن الحكومي والطابع الديني للدولة يعتبر ضربا من التحالف بين الحزب الذي يقود الحكومة وهذه التيارات في لعبة لتوزيع الأدوار، لعل هذه الخرجة واحدة من سيناريوهاتها. وهو ما يعتبر مسا مباشرا بالمبادئ الدستورية وبأسس الدولة الديمقراطية، لأن المجال الديني من اختصاص إمارة المؤمنين (الفصل 41)، ولا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بربط العلاقة بين الاستمرارية في تدبير الشأن العام وادعاء نشر "رسالة الإسلام" بوصفها مهمة حكومية يستلزم الاستمرار في تدبيرها أداء هذه الرسالة!".
وختم البيان بالقول أن "هذا الخلط يتعارض كلية مع أسس الدولة المدنية ومع مستلزمات الديمقراطية، كما أن تدبير الشأن الحكومي يمر عبر التعاقدات البرنامجية المعلن عنها لدى الناخبين ولا يمكن أن يكون مطية لترويج أو تمرير خطابات منافية للثوابت الدستورية ولأسس الدولة الديمقراطية. فمبدأ توريث الحكم لحزب سياسي يتعارض كلية مع الفكرة الديمقراطية و مع منطق التداول على السلطة لأن الانتخابات هي أساس المشروعية الديمقراطية (الفصل 11 من الدستور)".
يشار أن عبد الرحمان المغراوي، رئيس جمعية الدعوة للقرآن بمراكش، كان تنبأ لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بالبقاء في الحكومة "إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها". وجاء هذا الكلام في ندوة نظمتها شبيبة العدالة والتنمية بإمينتانوت يوم الثلاثاء 8 ماي 2012 ،حيث طالب المغراوي بنكيران ب"نشر الإسلام إذا أراد أن يبقى هو وحزبه في الحكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"