برز البسطاوي كنجم فني لامع ،في نهاية الثمانينات من خلال فرقة مسرح الشمس، واستطاع في وقت وجيز أن يحتل مكانة مرموقة في القمة بجانب مجموعة من النجوم المغاربة المشهورين. "" له تجربة فريدة ورائعة في تجسيد المواقف والشخصيات المتعددة والمختلفة ،التي تأكدت معها إبداعاته بامتياز، وقد كسب إليه الأنظار والتألق في مجموعة من الأعمال التلفزية ،السينمائية والمسرحية . حاورناه في هسبريسفكانت جل أجوبته تنم عن وعيه وثقافته وإيمانه بالرسالة الفنية الهادفة إلى إسعاد المتفرج . ماهي الصعوبات والمشاكل ،التي يتخبط فيها الفن المغربي وتحول دون تطوره ؟ المشاكل والصعوبات التي يعاني منها الفن المغربي ،عديدة ومتشعبة ولا يمكن سردها كلها في لقاء أو لقاءين، يكفيني الآن القول بأن المشكل الأساسي والرئيسي هي الفوضى التي تعرفها الساحة الفنية، والراجعة بالأساس إلى تهافت كل من هب ودب على هذا القطاع ،ليصبح التمثيل ،الإخراج ،التأليف وغيرهم ،مهن من لا مهنة له ،هذه "السيبة" سببها عدم تواجد البطاقة المهنية للفنان الحقيقي والتي من خلالها تحدد دوائر وصلاحية كل فرد على حدة. إضافة لما سبق ،ليس لدينا برنامج منظم لانتاج أي عمل سواء كان تلفزي أو سينمائي ، بل أغلب الأعمال تتسم بالارتجالية الزمنية ،وتترك إلى أخر لحظة مما يعطي في النهاية أعمال رديئة. إلى وقت قريب ،كانت الدراما السورية تسير بخط متواز مع الدراما المغربية، إلا أنها عرفت مؤخرا قفزة نوعية وتقدما ملموسا لاقت على إثرهما اهتماما كبيرا من لدن المشاهد المغربي على الخصوص، والمشاهد العربي على العموم ،فما هو السبب برأيكم ؟ هذه القفزة أو الانطلاقة لها سبب واحد هو الدعم القوي الذي يتلقاه الإنتاج السوري، من موارد متعددة كالقطاع الخاص الذي يمول نسبة 75 في المائة ، و الدولة 25 في المائة . بينما في المغرب التمويل والإنتاج مقتصرين على القناتين والمركز السينمائي بنسبة مائة في المائة، مما يشكل عائقا كبيرا في تحسين جودة المنتوج الفني المغربي . وإذا أردنا تفسير كلمة منتج ،فهي تعني الشخص الذي يساهم في إنتاج أشرطة تلفزية أو سينمائية من جيبه الخاص وبتمويل ذاتي، ثم يقوم بعد دلك بتسويقها داخل الوطن أو للفضائيات العربية . والمحزن أن أغلب أصحاب شركات الإنتاج المغاربة ،لا علاقة لهم بالفن لا من قريب ولا من بعيد، وليسوا منتجين ،بالمعنى الصحيح للكلمة، بل يمكننا اعتبارهم" مسخريين" ،باللفظة المغربية العامية، لصالح القناتين والمركز للسينمائي ،أي منفذين للإنتاج على أساس الدفعات التي يتسلمونها من الممول الرئيسي . هل هناك بوادر أمل لإصلاح هذا القطاع ؟ في السابق كان المعهد العالي للمسرح ،المدرسة الوحيدة بالمغرب التي تعنى بالفن وتدرسه للطلبة،إلا أنه لم يأهل أطر تقنية صالحة للعمل بالميدان السينمائي أو التلفزي، وكانت تنتقى منه بعض الوجوه ويتم تكوينها لاستغلالها في مجال التمثيل فقط ،الشيء الذي أعطى مجموعة من العناصر أبانت عن كفاءة عالية وفرضت نفسها بقوة ،واستحقت لقب فنان مغربي عن جدارة واستحقاق ، إلا أنهم مع ،الأسف الشديد ،يعدون على رؤوس الأصابع ولا يستطيعون ملئ الفراغ الكبير التي تعرفه الساحة الفنية . حاليا الدولة اهتمت بهذا الجانب ، وخلقت مدارس ومعاهد تخرج أطر تقنية وفنية ،كالمعهد الذي افتتح بوزازات و تدرس به مجموعة متنوعة من الحرف والتقنيات السينمائية، وقد جاء كبديل للمدرسة التي كان يشرف عليها محمد العسلي بشراكة مع بعض الإيطاليين ،إضافة لمجموعة أخرى في الدارالبيضاء ،فاس ،مراكش . كلمة أخيرة أستاذ محمد البسطاوي ؟ لا يسعني ،في الختام، إلا أن أبشر الجمهور المغربي من خلال هذا المنبر ،بأن هناك أمل كبير في المستقبل ،ونحن جد متفائلون بالخطوات الإيجابية التي نلمسها ،والتي تتجه نحو إصلاح الفن بالنسبة للتلفزة ،السينما والمسرح. حاوره :يوسف كرمي مدونة الفن السابع المغربي