تقلّص كمّ الكاميرات التي ألفت التوثيق لنشاط "حْلايقيّة" السّاحة المرّاكشيّة الشهيرة "جَامع لفنَا".. وذلك رغما عن استمرار التوافد الكبير للسيّاح على المدينة الحمراء التي لا زالت تعدّ الأكثر جاذبية للأجانب القاصدين للمملكة. فرغما عن تنوّع عروض "الحْلقَات"، واسترسال قدرتها الأبديّة في توفير الفرجة والمتعة ب "لْفْنَا"، إلاّ أنّ نسبة التوثيقات لما يجري بأكبر فضاء احتفالي بالمغرب، من لدن السيّاح، قد انحدرت إلى مستويات متدنيّة.. ويمكن للوافد على ذات المكان أن يرى آليات التصوير ممتنعة عن التواجد أمام "لحلاَيْقيّة". مبدعو فنّ "الحلْقة" ألفوا، منذ زمن غير يسير، مطالبةَ كلّ من التقط صورا لهم بأداء "التْدْوِيرَة"، وهم في ذلك يعدّون ما يتلقونه من مقابل ماليّ من مُصوّريهم، كيفما كان حجمه، ناتجا لممارستهم نشاطهم.. كما لا يتردّد ذات العارضين، إلى اليوم، في اعتبار كلّ ما له علاقة ب "الحلقة" منتوجا يستحقّ تأديّة المال كي يوثّق وينقل من فضائه الأصلي لأي فضاء آخر. معظم السيّاح القاصدين ل "جامع لفنَا"، سواء كانوا أجانب أو مغاربة، أضحوا يمتنعون عن رفع كاميراتهم في وجه أيّ "حلايقيّ".. مرتئين بأنّ كثرة المطالبة ب "التدْوِيرَة" قد أصبحت تفوق القدرات المالية للراغبين في الاحتفاظ بذكريات مصوّرة، ومشتكين من الطريقة التي تتمّ بها المطالبة بهذا المقابل. ما إن يرى "حْلاَيْقِي" كاميرا مشهرة صوبه حتّى يندفع نحوها لمطالبة الممسك بها ب "مستحقّات التصوير".. وغالبا ما يتمّ ذلك بطريقة لا تدفع الطرف الثاني للتجاوب الإيجابيّ معها لاعتبارها، من جهة تكتسب صيغة "فجّة" رغما عن كونها تتمّ على مرأى من جميع الحاضرين، ومن جهة أخرى، لأنّها تُستهدف ملتقطي صور رفعوا آلاتهم من على بعد كبير عن موقع "لحلايقيّة". وتبقى الفضاءات الخاصة بالمأكولات والمشروبات، ونظيراتها المتوفرة على المنتجات التقليديّة والتذكاريّة من ساحة"جامع لُفْنَا"، قبلة مفضّلة للزائرين الراغبين في التوثيق لأيّامهم المرّاكشيّة.. إقبال يذكيه النّاشطون الخدماتيون ضمن هذه الأماكن وهم يراهنون على التواصل الممزوج بروح الدعابة وخفّة الدّم من أجل تسويق منتجاتهم.