جولتنا مع صحافة نهاية الأسبوع نخصصها للأسبوعيات الناطقة باللغة الفرنسية، ونبدأ من أسبوعية"أكتييل" التي خصصت ملفا عن محاربة الفساد في عهد حكومة عبد الإله بنكيران وحزب العدالة والتنمية. عنوان الملف هو"تخليق الحياة العامة: شبح حملة التطهير يخيم"، وتساءلت المجلة في الملف:"هل يمكن قرع جرس الإنذار من مخاطر الانزلاق والحيلولة دون السقوط في الخلط بين حملة التطهير عام 1995 عملية تخليق الحياة العامة في 2012؟". المجلة قالت إن ما يحدث اليوم باسم تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد يذكر بتلك الحملة قبل 17 سنة، لكنها قالت إن نقاط التشابه بين الحملة التي حصلت في عهد الوزير الداخلية الأسبق ادريس البصري وعهد حكومة بنكيران قليلة، غير أن نفس الانزلاقات التي حصلت في عهد البصري يمكن أن تحصل اليوم، ويمك لحملة"الأيدي النظيفة" أن تتحول فعلا إلى حملة"مطاردة الساحرات"، مضيفة بأن خطر الانزلاق خطر واقعي، ففي الحملة السابقة ذهب بعض الأبرياء ضحايا، وهذا يمكن أن يحصل اليوم إذا لم يتم ذلك وفق القانون أو تغلبت الحسابات السياسية في التعامل مع قضية محاربة الفساد. وبعملية حسابية، قامت المجلة بزيارة لتلك المرحلة والعودة إلى المرحلة الحالية بحثا عن نقاط التشابه في الجوانب الاقتصادية. عام 1995 كان المغرب على حافة السكتة القلبية، وكان الوضع الاقتصادي داخليا يعاني من صعوبات كبيرة جدا، واليوم هناك أزمة مالية واقتصادية عالمية تؤثر على الاقتصاد المغربي، كما أن هناك شبح الجفاف هذا العام. ومن حيث العجز في الميزانية كانت النسبة 5.2 في المائة عام 1995، وهي اليوم 5 في المائة، وكان حجم الاستدانة نسبة إلى الدخل الوطني الخام هو 82 في المائة، مقابل 60 في المائة اليوم، أما نسبة البطالة فقد كانت في حدود 16 في المائة، وهي اليوم 9.8 في المائة. أسبوعية"لوروبورتير" خصصت غلافها لقضية"الجماعة المهدوية" التي اعتقل زعيمها بومدين خوار في تاوريريت قبل أيام قليلة. المجلة قالت إن ملف هذه الجماعة لن يعرض أمام محكمة سلا المختصة في قضايا الإرهاب بل أمام المحكمة الابتدائية بمدينة وجدة، مما يعني أن "الجماعة المهدوية"تخلصت من تهمة الإرهاب، وهي التهمة التي راجت في وسائل الإعلام بعد اعتقال أفراد الجماعة، حيث قيل إن الأمر يتعلق بجماعة إرهابية. محامي المتهم الرئيس نور الدين بوبكر قال للمجلة إنه ليست هناك أي جماعة تحت هذا الإسم وإن المعتقلين لم يطلقوا أبدا على مجموعتهم هذا الإسم، مضيفا بأن اسم الجماعة المهدوية أطلقته عليهم الصحافة فقط، وقال إن الملف عادي، لأن التهمة الرئيسية التي توجه لبومدين خوار هي تأسيس جمعية غير مرخص لها وزعزعة عقيدة مسلم. فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، قال في لقاء مع المجلة ضمن نفس الملف إن الجماعة"محصنة" ضد أي أفكار "متطرفة" مثل هذه، وإن كل من لم يؤمن بمواقف الجماعة ومبادئها كان مصيره الطرد منها كما حصل مع المتهم الرئيس في قضية تاوريرت. أرسلان رد ظهور مثل هذه المزاعم حول المهدوية إلى الفراغ الذي يعيشه المجتمع المغربي، مما يجعل بعض الأفراد يلجأون إلى أي حركة أو جمعية مهما كانت لملء ذلك الفراغ. أسبوعية"لافيي أيكو"(الحياة الاقتصادية) خصصت ملفا للاغتصاب في المغرب في ضوء انتحار الطفلة أمينة الفيلالي بإقليم العرائش. الملف تحت عنوان"كيف يحمي المغرب مغتصبيه للحفاظ على المظاهر؟"، وقالت الجريدة إنه لم يسبق لأي حادثة ذات طابع أخلاقي أن أثارت مثل هذا الجدل الذي أثارته اليوم قضية انتحار الفيلالي ذات الستة عشر ربيعا قيد حياتها، حيث تحركت المنظمات والهيئات النسائية الوطنية مطالبة بإلغاء الفصل 475 من القانون الجنائي والفصل 20 الذي يسمح بتزويج الفتيات القاصرات قبل بلوغهن 18 سنة. وتضيف الجريدة أن تصريحات وزير العدل والحريات مصطفى الرميد زاد في تعقيد المشكلة وفي غليان الحركات النسائية، لأنه حاول تبرير ما قامت به المحكمة التي زوجت الفتاة المنتحرة من مغتصبها، قبل أن يضطر إلى التراجع تحت الضغط الداخلي والدولي ويوافق على تشكيل لجنة للبحث في النازلة. أما أسبوعية"ماروك إيبدو" فقد خصصت غلافها لقضية اعتقال عبد الله السنوسي، مدير المخابرات الليبية في عهد القذافي الذي اعتقلته السلطات الموريتانية بعد دخولها قادما إليها من المغرب. عنوان الملف"السنوسي خضع للتحقيق معه من طرف المخابرات المغربية". المجلة ذكرت أن السنوسي حسب العديد من الإفادات استقر في المغرب قرابة ثلاثة أشهر، وأنه منذ وصوله إلى المغرب "تكلفت" به الإدارة العامة للدراسات والمستندات(لادجيد) لمكافحة التجسس الخارجي. وأضافت أن السنوسي خضع للاستنطاق معه طيلة أسابيع من قبل مسؤولين في المخابرات، لأنه يعتبر "موسوعة حقيقية" لملفات الإرهاب، لذلك فإن المغرب أصبح يتوفر"على قاعدة معطيات لا يمكن تعويضها"، مشيرة إلى أن السنوسي يعتبر"مكتبة" القذافي فيما يتعلق بالأمور الأمنية والإرهابية، لأنه كان لصيقا بالقذافي طيلة ثلاثة عقود، وهو متورط في حوالي 35 عملية اغتيال لمعارضين ليبيين في الخارج، منهم الديبلوماسي الليبي الشهير منصور الكيخيا، كما أنه متورط في عمليات إرهابية من بينها تفجير طائرة"البانام"عام 1988 التي خلفت مقتل 270 شخصا. والأهم من ذلك أن السنوسي كان هو المكلف بجبهة البوليساريو في الجوانب المتعلقة باللوجستيك والعمليات العسكرية، أما بالنسبة للجزائر فقد كان السنوسي على علاقة ببعض زعماء الجبهة الإسلامية للإنقاذ من أجل "الإضرار" بالجار الجزائري الذي كان ينافس النظام الليبي في النزعة التوسعية بالمنطقة.