اعتبر المخرج الشاب هشام الجباري أن الفيلم التلفزيوني يشكل مستقبل الإبداع المرئي خاصة وأن السينما تعيش صعوبات في التوزيع مما تسبب في إغلاق العديد من قاعات العرض. ويرى مخرج "دار الورثة" في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء٬ على هامش فعاليات الدورة الأولى لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني٬ بخصوص الإنتاج الدرامي بالتلفزيون ٬ أن الشاشة الصغيرة أضحى لها جمهور واسع يهتم بالمنتوج المغربي ويتطلع دائما إلى الجديد. وعزى الجباري الذي يعد من المخرجين الشباب الذين شقوا طريقهم في المشهد الإبداعي بخطى ثابتة واستطاع أن ينجز أعمالا تتنوع بين المسرح والتلفزيون والسينما هذا التحول٬ إلى كون السينما أصبحت تخسر جمهورها شيئا فشيئا باستثناء المهرجانات ٬ وأقفلت قاعات عدة أبوابها لتتحول إلى فضاءات بديلة ٬ إضافة إلى آفة القرصنة التي تستنزف مجهود الفاعلين في الفن السابع. كما أن التلفزيون – يضيف الجباري- حاضر بقوة في كل البيوت مما يعطي فرصة وصول الأعمال الدرامية إلى عدد كبير من المتفرجين٬ وفرصا أكبر للمخرجين والمنتجين والفنانين والتقنيين للعمل والتنافس والتميز. واعتبر أن دعم القناتين التلفزيونيتين الأولى والثانية للأفلام وتشجيعها للإنتاج الدرامي ٬ إضافة وخطوة هامة لتشجيع المبادرة والإبداع وإبراز الكفاءات٬ وتطوير تقنيات التصوير التي لا تختلف كثيرا عن السينما. وحول أعماله والجمع بين الكتابة والإخراج في أفلامه التي تناهز السبعة في مجال الفيلم القصير٬ أكد أنه بعد تلقيه دروسا في الجامعة الألمانية حول السيناريو والإخراج والاستفادة من عدد من الورشات في إطار استكمال التكوين إلى جانب ما راكمه من تجارب٬ وجد متعة في الجمع بين الكتابة الدرامية لأفلامه والإخراج. وعبر عن ارتياحه للاشتغال في أعماله على النصوص التي يكتبها ويخرجها٬ حيث تكون جزءا منه وتمكنه من حرية أوسع في المعالجة الفنية٬ خلافا ل"السيتكوم" الذي يتطلب فريق عمل كبير وآليات اشتغال مختلفة نوعا ما. وأوضح الجباري٬ أنه إضافة إلى ذلك يحرص كل الحرص في كل عمل ينجزه على الإعداد النفسي للفنانين المشاركين قبل أداء أي مشهد٬ حتى يكون الأداء في مستوى تطلعات كل أعضاء فريق العمل وبالتالي يرضي المشاهد. وقد شارك المخرج الجباري الحاصل على الماستر في العلوم الإدارية بألمانيا سنة 2002 ٬ في مهرجان مكناس بفيلم "ظلال الموت" وهو من بطولة رشيد الوالي٬ وهشام الوالي ٬وراوية٬ وهاجر كريكع ٬ وفاطمة الزهراء بناصر٬ وحميد نجاح. وتمكن الجباري ٬ بشهادة الجمهور والمتخصصين٬ من خلال هذا الفيلم الذي لم يخل من عناصر التشويق والمفاجأة ٬ من اختيار المواقع الخارجية والداخلية بدقة واحترافية إضافة إلى اختيار كاستينغ مهني. ويواصل الجباري مساره من خلال إعداد عمل جديد من إنتاج خليجي بعد أن حققت سلسته "دار الورثة" بجزأيها نجاحا ونسبة مشاهدة مرتفعة ٬ والحصول على جوائز وطنية وعربية ٬ وهو ما جعل منتجين خليجيين يختارونه لإخراج سلسلة من 15 حلقة يشارك فيها ممثلون من البحرين والإمارات العربية ودول خليجية أخرى. ورغم أن عمر المسيرة الفنية للمخرج الجباري لا يتجاوز السبع سنوات حيث انطلقت أولى تجاربه سنة 2005٬ مع فيلمه التلفزيوني "الزبير وجلول" ٬ فإنه استطاع في وقت قياسي أن ينجز أعمالا عديدة منها سبعة أفلام قصيرة٬ وسلسة "عش البنات" إلى جانب مسرحة " الدق والسكات" التي تعرض حاليا بالمسرح. وجدير بالإشارة إلى أن فعاليات مهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني الذي تنظمه جمعية العرض الحر بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والقناة الثانية وعدد من الشركاء٬ تختتم يوم غد السبت.