بيّنت "ظروف" الحرب في الصّحراء المغربية، الأهمية التي تكتسيها قوّات المشاة الخفيفة والسّريعة التّابعة للقوّات المسلحة الملكية، وكيف تلعبُ هذه الفيالق المتقدّمة أدواراً قتالية وهجومية لحسم المعارك الميدانية، وهو ما يثبت نجاعتها في أيّ تحرّك عسكري في الصّحراء لمواجهة الانفصاليين. وأشار منتدى القوّات المسلحة الملكية إلى أنّ "ظروف الحرب بالصحراء المغربية تثبت أهمية التوفر على قوات من مشاة خفيفة وسريعة الحركة وبسلاح نوعي وفتاك"، مبرزا أنّ "دور المشاة المحمولة في القوات المسلحة الملكية قد تطوّر منذ السنوات الأولى للحرب". هذا الدّور المحوري لقوّات المشاة تطوّر أكثر بعد حصول القوّات المسلحة على أسلحة ثقيلة متطوّرة لمواجهة عدو سريع الحركة وبسلاح نوعي متجدد وصل حد استعمال أسلحة مضادة للطائرات لمواجهة وحدات برية وتزويده بمضادات مدرعات فتاكة. وشدّد المصدر ذاته على أنّ "ظروف الحرب بالصحراء، لا تتطلب دبابات ثقيلة ولا تزويد الجنود بتجهيزات ثقيلة (مضادات الرصاص وغيرها من التجهيزات التي تتجاوز معظمها 30 كلغ)، مبرزا أنّ "المدفعية الملكية والطيران الحربي والمشاة المحمولة والميكانيكية بدعم ناري لعربات مدرعة بمدافع عيار 90 ملم و105 ملم، كانت مجتمعة أهم أسباب حسم الصراع ميدانيا لصالح المغرب. ويتكون الجيش المغربي، وفقاً لمعطيا الموسوعة العالمية ويكيبيديا، بتشكيلاته العامة من ثلاثة ألوية للمشاة الآلي، ولواء أمن خفيف واحد، ولوائي جنود مظلات، وثمانية أفواج مشاة آلية/مُمَكننَة. كما يوجد هناك عدد كبير من الوحدات المستقلة الصغيرة. وتتكون هذه الأخيرة من 11 كتيبة مسلّحة، 39 كتيبة مشاة، ثلاث كتائب ممكننة، كتيبة جبلية واحدة، كتيبتي سلاح فرسان، 9-12 كتائب مدفعية، ومجموعة دفاع جوّي واحدة. وتلعب المدفعية الملكية، التي تمثل القوة الضاربة للقوات المسلحة الملكية ورمز قوتها، دورا مهما في ساحة الوغى. وتتكون المدفعية الملكية من عدة مجموعات مقسمة إلى نوعين: المدفعية أرض-أرض والمدفعية أرض-جو. وأشار المنتدى إلى أنّ "المدافع عيار 155 ملم هي أهم وحدات المدفعية الملكية. كما قامت القوات المسلحة الملكية بدعم وحدات المدفعية بأسلحة جديدة خلال الخمس سنوات الماضية، من خلال جلب أنواع جديدة من العتاد لتكريس دور المدفعية كأرفع أسلحة القوات المسلحة الملكية." يشار إلى أن المدفعية الملكية كانت أول سلاح بالمنطقة العربية والأفريقية يستخدم الطائرات بدون طيار في مهام حربية للاستطلاع وتحديد الأهداف وتوجيه الذخائر، وذلك خلال حرب الصحراء أواخر الثمانينات.