أوقع فيروس "كورونا" المستجد مختلف القطاعات في أزمة بنيوية، ليرسُم خارطة طريق جديدة لكل البلدان؛ فمع انتشاره الواسع، أُجبرت كل الدول على اعتماد آليات جديدة للحد من الخسائر، فكانت التكنولوجيا هي البديل الأفضل بالنسبة للعديد من المجالات، بما في ذلك الفنون التي تأثرت بسبب الجائحة. ولم تُوقف الجائحة عجلة الإبداع؛ فقد اختار مغنون وموسيقيون مواجهة "كورونا" بحفلات وأمسيات افتراضية من أجل البقاء على تواصل دائم مع محبيهم، فكان الجمهور قبل شهور على موعد مع أول مهرجان رقمي في المغرب بمشاركة عدد كبير من الفنانين. وبعد إغلاق دور السينما، أعلن المركز السينمائي المغربي عن عرض سلسلة من الأفلام السينمائية التي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا، موزعة بين أفلام روائية قصيرة وأفلام وثائقية، مكنت عشاق الفن السابع من مشاهدة وإعادة مشاهدة أكثر من خمسين فيلما مغربيا. وقد دفعت الجائحة الفنانين التشكيليين إلى الهروب من واقع إغلاق المعارض الذي يفرضه الوباء إلى تنظيم معارضهم على منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة منهم للتعايش مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا. وهكذا نشر العديد من الفنانين لوحات إبداعية مزجت بين المهارة والبراعة. وقال نعمان لحلو، فنان مغربي، إن "اللجوء إلى العالم الافتراضي كان ضروريا بالنسبة لجل الفنانين، فمنصات التواصل الاجتماعي هي البديل الوحيد من أجل المزيد من الشهرة؛ إذ أصبحنا نفتقر إلى المحتوى الهادف الذي يليق بالفن المغربي". وأضاف لحلو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلا: "بالنسبة إليّ، علمتني الجائحة مع فريق العمل القدرة على الاشتغال عن بعد، فكان هذا بمثابة تحد بالنسبة إلينا، وتمكنا من إصدار ثماني أغان منذ ظهور الوباء، منها سلسلة كورونيات التي شارك فيها عدد من الفنانين". من جهته، قال سعيد باي، ممثل مغربي، إن "الفن عامة يعتمد على الجمهور، الذي يعتبر عنصرا أساسيا ومهما لإحياء أمسيات من خلال التفاعل الجماهيري الذي يعطي لمسة خاصة لنجاح المهرجان". وتابع باي: "شاركت مؤخرا في مهرجان البندقية بإيطاليا، وكان حفلا حضوريا مع احترام جميع التدابير الوقائية التي فرضت علينا. ومن خلال ذلك، يمكنني القول إن المهرجانات والحفلات في مواقع التواصل الاجتماعي تفقد طعمها وشعور الاستمتاع بها". *صحافية متدربة