بعد فشل الطلقات النارية الاستعراضية في إلحاق أية خسائر مادية أو بشرية في صفوف القوات المسلحة الملكية، بالنظر إلى صمام الأمان الذي يشكله الجدار الأمني العازل، تعوّل جبهة "البوليساريو" على تحركات انفصاليي الداخل من إشعال مدن الصحراء. وتُراهن جبهة "البوليساريو"، وفق تصريحات "سفيرها" بالجزائر، على تحركات انفصالي الداخل من أجل القيام بأعمال تخريبية في المدن الصحراوية؛ وهو التوجه الجديد الذي عبّر عليه القيادي الانفصالي عبد القادر الطالب بتأكيده على أن "ما يجري سيخلق ديناميكية جديدة لدى الشعب الصحراوي، وأن الكفاح سينقل إلى كافة المدن الصحراوية وسيعزز الانتفاضة الشعبية". وتحركت الآلة الإعلامية لجبهة "البوليساريو" وحسابات الانفصاليين على الشبكات الاجتماعية، في وقت واحد، لترويج مغالطات تهدف إلى إشعال مدن الصحراء، إذ زعمت ما تسمى ب"الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي" قيام السلطات المغربية ب"اختطاف مناضلين صحراويين ومداهمة منازل عائلية بمدينتي العيون وبوجدور". وتبين، لاحقاً، أن المعطيات التي أوردها التنظيم الانفصالي، التي تقوده عرابة الانفصال أمينتو حيدر، مجرد معطيات كاذبة لا أساس لها من الصحة، إذ إن جميع المدن الموجودة بالأقاليم الصحراوية لا تعرف أي استنفار أمني، باستثناء بعض الاستفزازات التي يقوم بها الانفصاليون وتتصدى لها السلطات المغربية وفقا للقوانين الجاري بها العمل. ولم يعد أمام جبهة "البوليساريو" خيار سوى لغة التهديد والوعيد، حيث وجّهت تحذيراً إلى الأشخاص الذين يعبرون معبر الكركرات الحدودي باعتبار أن المنطقة تدخل في "حرب مفتوحة"، بتعبير قيادي في التنظيم الانفصالي. وهددت "البوليساريو" بقصف المدن الصحراوية، في إطار "حربها المفتوحة"؛ وهو ما اعتبرت مصادر متابعة للشؤون العسكرية أنه إجراء يستحيل القيام به، لأن الأسلحة التي تتوفر عليها الجبهة لا يمكن أن تصل إلى الأقاليم الجنوبية. وأضافت المصادر ذاتها أن التنظيم الانفصالي يتوفر على رشاشات عيار 14.5 ملم و23 ملم وقذائف هاون؛ لكن لا تأثير لكل هذا على الميدان، مبرزة أن ميليشيات الجبهة لا تتوفر على أي قدرات لاختراق الجدار الأمني. وتنتشر الرادارات الحربية المغربية على طول الحزام الأمني على امتداد 2000 كلم، وقبل وصول الميليشيات أو اقترابها من الجدار الأمني يتم رصد تحركاتها، وبالتالي القيام بالرد في حين؛، وهو ما وقع في المحبس خلال تدمير مركبة تحمل أسلحة "البوليساريو". وفي حالة تمادي الجبهة في استفزازاتها، تورد المصادر ذاتها، فإن التعليمات الملكية كانت واضحة خلال الاتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة، والتي أكد من خلالها العاهل المغربي أن "المملكة تظل عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها".