أسئلة كثيرة تشغل عقول المسرحيين حول واقع المسرح في ظل جائحة "كورونا"، وهو الفن الذي لا يحيا إلا بالجماعة وفي الجماعة؛ ولكنه وُضع في مأزق طارئ، اضطر معه إلى إبقاء ستائره مغلقة، ما جعل محبي المسرح القلقين يتساءلون بخصوص مستقبل أبي الفنون ما بعد الجائحة. وفرضت الجائحة على المسرحيين الولوج إلى الشبكة العنكبوتية بهدف ممارسة شغفهم، ولكن لم ينجح المسرح الافتراضي في إيصال الرسالة التي بقيت مفقودة في هذه العملية الرقمية، على حد قولهم؛ فلا بديل عن المسرح الحي بالنسبة إلى مهنيي المسرح، لأنه يحتاج إلى التفاعل الجماهيري قصد إنجاح العرض. وقد احتل المسرح مكان الصدارة في تدريج الفنون خلال الخمسينيات والأربعينيات من القرن الماضي، بعدما استطاع منافسة السينما والتلفزيون لسنوات طويلة؛ ولكن في السنوات الماضية الأخيرة طلع من المنافسة، ولم يعد قادرا على إسعاد الجمهور، حيث انخفض الإقبال عليه، على الرغم من أنه الوعاء الذي يحتضن الفنون جميعها. وتعليقا على ذلك، أوضح إدريس الروخ، ممثل ومخرج مغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجائحة أثّرت بشكل كبير ومبالغ على القطاع الثقافي"، مستطردا: "الحركة الفنية تُخرجنا من العالم الواقعي الذي نعيش فيه". ودعا الروخ إلى "فتح قاعات العروض المسرحية، والرجوع إلى الأنشطة الترفيهية"، مشددا على ضرورة "الالتزام بجميع التدابير الصحية الوقائية، من أجل الحفاظ على مصلحة الجميع"، مؤكدا أن "غياب الإبداع الثقافي سيقتل الجانب الإنساني في نفوس الأفراد، لأن هناك عشرات المبدعين العاطلين عن العمل طيلة الجائحة". من جهته، أورد هشام لوداني، ممثل مسرحي، أن "المسرح على وجه الخصوص يمر من أزمة كبيرة قبل حلول الجائحة، بعدما انخفض الإقبال عليه، حيث لا ننسى أن المسرحيين يعيشون، اليوم، ظروفا معيشية صعبة من الجانبين المادي والنفسي أيضا". ومضى لوداني في القول: "المسرح هو الوسيلة الوحيدة لهؤلاء الفنانين من أجل الحصول على لقمة العيش"، خاتما: "نأمل الخير فيما هو قادم، إذ أتمنى أن يهتم المعنيون بالأمر بهذا الفن؛ لأن المجتمع المغربي في حاجة ماسة إليه، بغية الترفيه والتسلية في زمن كورونا". *صحافية متدربة