محمد باسو أحد الوجوه التي عرفها المغاربة في برنامج "كوميديا"، زاكوري درس في جامعة ابن زهر بمدينة أكادير، وهو في الأصل صانع تقليدي يمتهن الفخار. "هسبريس" التقت هذا الفنان الشباب ساعات قبل أمسية تأبين الفنان رويشة الذي أقيم وفاء وعرفانا لأسطورة الأغنية الأمازيغية٬ في مسرح محمد الخامس والتي شارك فيها باسو فكان معه هذا الحوار الذي تحدث فيه عن حياته المهنية، وجديد أعماله الكوميدية، ورؤيته للكوميديا المغربية. بداية مرحبا بك معنا في "هسبريس" مرحبا وشكرا على الاستضافة أين اختفى باسو؟ (يضحك) هذا السؤال يذكرني بأيام جميلة، خصوصا لما كنت تلميذا اًدرس في الروض فغالبا ما أغيب لأسبوع كامل، عائلتي في المنزل تعتقد أنني في الروض بينما زملائي و"الفقيه" يرددون هذا السؤال طيلة الأسبوع، كنا نذهب إلى الحقول المجاورة للدوار لجمع الثمر وبيعه لزملائنا (2 ثمرات بريال) . اٍختفائي عن الساحة يرجع إلى اٍنشغالي بأمور شخصية خصوصا بعد الزواج، وقراري النهائي الاستقرار في مدينة البيضاء، لاًن البعد عن المجال الحضاري كان في السابق سبب مباشر في غيابي، لأنه و كما تعلمون شركات الإنتاج تبحث عن الأقرب لها لتفادي أعباء النقل، و الأكل، والإقامة إلى غير ذلك. ما جديد أعمالك؟ الجديد وهو أنني احضر لعمل رمضاني إنشاء الله سيجمع نخبة من الشباب المغربي، هو نمط كوميدي جديد يشتغل عليه مجموعة من الكتاب، كل ما يمكنني قوله الآن هو انه على قناة ميدي1 تفي، كما أنني بصدد التحضير لمجموعة من السهرات على خشبة مسرح محمد الخامس ومجموعة من المدن اجمع فيها بين التقديم والفكاهة، كما اًستعد لعمل فكاهي باللغة الانجليزية مع مدارس خاصة سبق واشتغلت معها وكذا جامعة الأخوين باٍفران في مطلع الشهر المقبل . الكثيرون يتساءلون أشنو كايدير باسو في حياتو من غير الفن؟ باسو صانع تقليدي قيل أن يكون فنان كوميدي، حرفة الفخار هي مهنة توارثها آبائي من أجدادهم عبر الأجيال منذ القرن 16 جاء بهم شيخ الزاوية الناصرية رحمه الله إلى تامكروت التي تعد اليوم عاصمة الخزف الأخضر بالمغرب، تعلمت صناعة الفخار منذ الصغر أحببتها كثيرا ومازلت أزاولها الآن كنا أنني اشتغل كمدرس اللغة الانجليزية بين الفينة والأخرى في القطاع الخاص . كيف ترى تجربة كوميديا، وهل خريجي هذا البرنامج يجدون الرعاية الكفيلة؟ تجربة كوميديا كانت ولا تزال قنطرة للشباب المغربي لولوج الشاشة والتعرف على الجمهور، كما تعتبر مدرسة نتعلم فيها. لكن المشكل المطروح هو ما هو مصير هؤلاء الشباب وخصوصا بعد النجومية المفرطة التي يعرفونها سواء من وصل إلى دور النهائيات أو من لم يصل ؟ للأسف البرنامج لا يضمن الاستمرارية، فسرعان ما يبحث عن متبارين جدد، لان هذا من وجهة نظر المنتجين أقل تكلفة وبالتالي يبقى مصير الشباب رهين بالحظ وبعلاقاتهم مع المسؤولين على المجال من جهة و كفاءة الفنان من جهة. العديد من أصدقائنا لهم كفاءات عالية وأكثر من الذين نروهم يوميا في بعض الأحيان لكن المجال الفني كما تعلمون يحتم على الفرد كما يقال بالدرجة " احدر راسو " ، لقد حتمت علينا مجموعة من الظروف التضحية بكثير من الأمور الشخصية لضمان ظهورنا في التلفاز. الكثيرون تحدثوا على فيتو فرض على باسو حتى لا يدخل الإعلام العمومي؟ في الحقيقة لا أريد أن اشهد شهادة زور في حق أي جهة لأنني وبكل بساطة راض عما أقدمه والوثيرة التي أسير بها اليوم أنا من رسمتها و ططت لها بطريقتي الخاصة. لا أحبذ الظهور من اجل الظهور و أحاول قدر الإمكان تفادي أي تجربة قد اندم عليها طوال حياتي فباسو جزء لا يتجزأ من الشباب المغربي الذي لا يزال يعاني من التهميش في المقابل تجد أناس كما يقال "لا علاقة و معمرين التلفازة ". تكافؤ الفرص هو أمر مهم من اجل الذهاب بعيدا في أي مجال مهما كان نوعه، أما كلمة الفيتو فهي كبيرة شيء ما إذا قورنت بمدة اشتغالنا في التلفاز فما بالك بالذين قضوا سنين طويلة فوق خشبة المسرح و لم ينصفوا بعد . هل أنت متفائل من مستقبل الكوميديا المغربية؟ مستقبل كوميديا رهين بمجموعة من المعطيات فغياب الكتاب في صنف الكوميديا مثلا شيء مؤثر و الدليل هو البرامج الرمضانية، فرغم وجود مجموعة من المواهب الكوميديا إلا أن ضعف النص و ضيق مخيلة الكاتب أو غيابها بالأحرى يؤثر بشكل سلبي في مستوى البرنامج إلا إذا استثنينا جزء قليل منها، كما انه يجب إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة من اجل محاربة النمطية و الابتذال و إعطاء الأولوية لابن هذا الوطن الحبيب بدل التبجح بالأجانب و تكريمهم في مهرجان الضحك . كلمة أخيرة نشكركم على هذه الالتفاتة ووفق الله الجميع إلى الخير لهذا البلد العزيز، و تحية أخيرة لزوار الموقع .