قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن المغاربة قاطبة يقدرون القرار الهام لدولة الإمارات العربية المتحدة بافتتاح قنصلية عامة لها في مدينة العيون، حاضرة الساقية الحمراء وغرة الصحراء المغربية. وجرى حفل افتتاح قنصلية الإماراتبالعيون، الثلاثاء، بحضور العصري سعيد أحمد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة المعتمد لدى المملكة المغربية، وعبد السلام بيكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، وممثلي ومنتخبي مدينة العيون، وشخصيات دبلوماسية عربية وإفريقية. وأبرز الوزير بوريطة أن افتتاح قنصلية الإمارات يتزامن مع حدثين هامين؛ الأول هو احتفال الشعب المغربي بالذكرى ال 45 للمسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية، والثاني هو "يوم العلم، الذي تحتفل به الإمارات في الثالث من نوفمبر، والذي يرمز للوحدة الوطنية والشعور بالانتماء إلى الوطن وترسيخ التلاحم بين أبنائه". وشدد بوريطة على أن هذه الخطوة الإماراتيةالجديدة "لم تأت من فراغ، أو بمحض الصدفة، وإنما هي امتداد لعلاقات تاريخية وطيدة، اشترك في وضع أسسها الأولى المغفور لهما جلالة الملك الحسن الثاني وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك على امتداد أكثر من ثلاثة عقود". وتابع بوريطة أن الملك محمد السادس والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يسهران على رعاية هذه "العلاقة التاريخية، مستنيرين بما يربطهما شخصيا من وشائج المودة الراسخة، والتفاهم المتين، والتضامن الموصول، وما يشد الأسرتين من أواصر الأخوة الصادقة والتلاحم الوثيق في السراء والضراء". واستعرض بوريطة دلالات افتتاح القنصلية العامة لدولة الإمارات، وقال إنه على المستوى السياسي "يعبر عن موقف سيادي ثابت لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعمها للوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية". أما على المستوى القانوني، فأوضح بوريطة أن القرار "يترجم تراضي الدولتين لإرساء قنوات التواصل على التراب الوطني لرعاية مصالح مواطنيها، سواء أكانوا أشخاصا طبيعيين أم معنويين، وتقديم المساعدة إليهم عند الحاجة". وعلى المستوى االدبلوماسي، يورد الوزير، "تشكل القنصلية آلية لتعزيز علاقات التعاون الثنائي على المستوى الترابي وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية". وأكد بوريطة أن الإمارات أضحت اليوم من بين أهم الشركاء الاقتصاديين للمغرب على المستوى العربي، مشيرا إلى افتتاح قنصلية لها بالعيون "سيعطي دفعة قوية للمستثمرين الإماراتيين-وهم كثر-الذين ما فتئوا يسألون عن فرص الاستثمار في الأقاليم الصحراوية المغربية، سواء في مجال الطاقة المتجددة أو الزراعة أو الثروة السمكية أو السياحة وغير ذلك". وأشاد بوريطة، في كلمته، بدعم الإمارات لقضية الصحراء المغربية وسيادة المملكة على صحرائها، مضيفا أن المغرب في المقابل كان وما يزال تحت توجيهات الملك محمد السادس يقف إلى جانب الإمارات ويدعم حقها السيادي على جزرها الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، بالإضافة إلى مياه الإمارات الإقليمية ومجالها الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث. واستحضر وزير الخارجية، في ختام كلمته، مشاركة الشيخ محمد بن زايد، وهو آنذاك ابن الأربع عشرة سنة، في المسيرة الخضراء، ومقاسمة المغاربة فرحة معانقة رمال صحرائهم، وصلة الرحم مع أهلهم، واسترجاع الأقاليم الصحراوية.