تعرف مجموعة من المرافق الإدارية بكل من الرباطوالدارالبيضاء ازدحاما شديدا في الآونة الأخيرة، رغم التوجيهات الصحية التي تحثّ على تفادي التجمعات العمومية، لأن من شأن ذلك التسبّب في بروز بؤر وبائية، ستزيد الوضعية الصحية الراهنة تعقيدا. الملاحظ لواقع بعض الإدارات العمومية في الحواضر الكبرى خلال "زمن كورونا" سيستشّف الغضب الكبير السائد وسط المرتفقين، نتيجة عدم تسريع ورش رقمنة الخدمات الإدارية، إلى جانب ضعف تطبيق الإجراءات الصحية الموصى بها، إذ مازال الاكتظاظ حاضراً في عدد من المرافق العمومية. وعاينت هسبريس ازدحاما شديداً في إحدى الملحقات الإدارية بمدينة الرباط، منتصف الأسبوع الجاري، حيث اصطف المواطنون في طوابير طويلة منذ الساعات الأولى من الصباح، ما تسبّب في استياء عشرات المرتفقين الذين ظلوا ينتظرون ساعات طوال دون أن يتمكنوا من الظفر بالوثائق التي جاؤوا من أجلها. واستنكر بعض المواطنين تلك السلوكيات التي تناقض بنود حالة الطوارئ الصحية، لاسيما أن العديد منهم قدموا من مدن مجاورة قصد قضاء أغراضهم الإدارية؛ وهو ما أرجعه أحد الموظفين العاملين في جماعة الرباط إلى الإضراب المحلي الذي تخوضه الشغيلة لمدة 72 ساعة بغية تسوية ملفها المطلبي. وتشهد العاصمة الاقتصادية بدورها ظاهرة الازدحام في مجموعة من المرافق الإدارية، لاسيما تلك الكائنة في "المناطق الساخنة" المعروفة بكثرة التجمعات، ما يؤدي إلى خرق التدابير الصحية المعمول بها، في ظل "ضعف" المراقبة من قبل المسؤولين عنها. وتعيش المملكة حالة وبائية "مقلقة" خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب "التراخي" الذي طبع سلوكيات المواطنين من جهة، من خلال عدم الالتزام بارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي؛ ناهيك عن "الارتباك" الحاصل على صعيد المؤسسات الرسمية من جهة ثانية، بفعل غياب رؤية بعيدة المدى في تدبير الطارئ الصحي، في وقت تستعد بلدان العالم لدخول غمار الموجة الثانية من فيروس "كورونا" المستجد. وتعرف الحواضر الكبرى للمملكة تدابير استثنائية متسارعة تروم الحد من الانتشار الكبير للوباء، إذ انتقلت السلطات المحلية إلى السرعة القصوى في تطويق البؤر الوبائية المتزايدة، لكن مازالت "أرقام كورونا" تتصاعد يوماً بعد يوم، ما يسائل نجاعة المخططات الحكومية المنتهجة على الصعيد الوطني.