كثّفت السّلطات الأمنية وجودها على مستوى بعض أحياء العاصمة الرباط، حيث تمّ نصب سدود أمنيّة ونقط للتّفتيش إضافية مكوّنة من عناصر الأمن الوطني والقوّات المساعدة لمراقبة مدى التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس "كورونا"، الذي يواصلُ حصد إصابات جديدة وسط المغاربة. ووفقاً لما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية فقد قامت دوريات أمنية بتكثيف وجودها على مستوى بعض الأحياء الشّعبية، كحي التّقدم والرّشاد والقامرة وحسّان ويعقوب المنصور، حيث يراقبُ الأمنيون تحرّكات المواطنين ومدى التزامهم بإجراءات الوقاية الصّحية، بما فيها ارتداء الكمّامات واحترام التّباعد الجسدي. وعلى مستوى كورنيش الرّباط، يقوم أمنيون بزيّهم الرّسمي بمراقبة تحركات المواطنين، حيث تمّ نصبُ سدّ أمنيّ بالقرب من إحدى المقاهي المطلّة على "مارينا" العاصمة. وعاينت هسبريس توقيف عشرات المواطنين لا يرتدون الكمامة أو يرتدونها بطريقة غير صحيحة، قبل أن يتمّ نقلهم إلى مخافر الشّرطة وفقاً للإجراءات المعمول بها في هذه الحالة. وشدّدت السّلطات الأمنية مراقبتها على مستوى قنطرة الحسن الثّاني التي تفصلُ بين الرّباط وسلا، وذلك لتفادي دخول المواطنين الوافدين من المدنِ الموبوءة، كمّا تمّ تشكيلُ وحدات أمنية تجوبُ شوارع العاصمة، للتّأكد من مدى احترامِ المرافق العمومية والتّرفيهية لإجراءات الوقاية الصّارمة التي أقرّتها وزارة الصّحة. وأظهرت مصالح وزارة الدّاخلية ومختلف أجهزتها المركزية والمحلية، خلال الآونة الأخيرة، جدّية كبيرة لتطويق الفيروس ومنع انتشاره؛ وذلك بعد تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات وسطَ المغاربة، وهو ما حتّم على الحكومة اتخاذ تدابير وقائية صارمة و"مشدّدة" للتّحكم في مسارات الوضع الوبائي في المملكة. وفي مدينة سلا، عادت أجواء الحجر الصحي إلى عدد من الأحياء الشّعبية، حيث تقرّر إغلاق حيّ وجادة بمنطقة سيدي موسى، كما تمّ تشديد المراقبة على المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم في أحياء الرحمة والشيخ المفضل وتابريكت والانبعاث... كما أغلقت مؤسسات تعليمية بعد يوم واحد من انطلاق الموسم الدراسي، إثر تزايد عدد الحالات المسجلة في المدينة. وفي سياق متصّل، صادق مجلس الحكومة، برئاسة سعد الدين العثماني، على تمديد مفعول "حالة الطوارئ الصحية" التي انتهت يوم 10 شتنبر المقبل إلى غاية 10 أكتوبر المقبل، أي لمدة شهر إضافي. ويأتي تمديد حالة الطوارئ الصحية، كما كان متوقعاً، في وقت تمر الوضعية الوبائية بتطورات مقلقة على مستوى عدد الوفيات والحالات الحرجة والخطيرة، إضافة إلى ارتفاع عدد الإصابات اليومية بشكل غير مسبوق في الأيام الأخيرة الماضية.