مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الأميركي ووسط توتر شديد باشرت "فيسبوك" حملة صعبة لتثبت بأنها باتت طرفا أساسيا ومسؤولا في الانتخابات، وأنها لم تعد وسيلة لنشر التضليل الإعلامي على نطاق واسع. وعرض عملاق شبكات التواصل الاجتماعي،، مركز معلومات حول الانتخابات مشابها لما قدمه في إطار فيروس "كورونا المستجد" لتوفير التوصيات الرسمية. وتواجه "فيسبوك" حملات مختلفة للتلاعب بالناخبين مصدرها الخارج أو مجموعات أميركية لثني بعض الفئات عن الاقتراع أو التأثير على خياراتهم. وينبغي على المجموعة الكاليفورنية أن تظهر بأنها استخلصت العبر من انتخابات عام 2016، لا سيما الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة والاستفتاء حول "البريكست" في المملكة المتحدة، التي طغت عليها حملات تأثير مُغْفَلة نظمتها روسيا خصوصا. وتفكك "فيسبوك" شبكة تلو الأخرى تنشر معلومات خاطئة ونظريات المؤامرة والتحريض على الكراهية وتسجيلات مصورة محورة. كما تستعد لتكتيكات من النوع الذي يقوم على القرصنة ونشر الوثائق (هاك أند ليك)، مع توفير كيانات تابعة لدول معلومات مقرصنة إلى وسائل الإعلام واستغلالها للشبكات لنشرها. وهذا ما حصل مع البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية إلى البيت الأبيض عام 2016. قوة الشبكة وحظرت "غوغل" كذلك نشر فيديوهات عبر "يوتيوب" تحوي معلومات تم الحصول عليها من عمليات قرصنة ومن شأنها التأثير على المسار الديموقراطي. وقال ناتنيال غيشر، مدير التسويات حول أمن الفضاء الإلكتروني لدى "فيسبوك"، خلال مؤتمر صحافي "نعرف أنها تقنية فاعلة". ورحب بالتعاون القائم بين شبكات التواصل الاجتماعي والوكالات الحكومية للسماح أكثر برصد العمليات الضارة في وقت مبكر. لكن لمكافحة هذه التوغلات، لا يكفي إفشالها فحسب، "بل ينبغي أيضا ضمان حصول الناس على معلومات موثوقة وحقيقية خلال الأحداث الرئيسية" مثل الاستحقاقات الرئاسية أو الجوائح، كما أوضح غيشر. وأضاف أن "حملات التضليل الإعلامي تكون أكثر ضراوة عندما تحصل في ظل فراع إعلامي". من هنا أهمية استحداث مركز معلومات خاص بالانتخابات يعرض إجراءات التصويت في كل ولاية حضوريا أو عبر البريد ليشكل أداة تلجأ إليها السلطات للتواصل سريعا مع الناخبين في حال حصول تغيير في اللحظة الأخيرة على سبيل المثال. وعلق آدم كيارا، الأستاذ بجامعة هارتفورد، أن "الفرق شاسع مع الوضع قبل أربع سنوات. في العام 2016 كان مارك زكربرغ (رئيس "فيسبوك") يقلل من تأثير منصته على الانتخابات، ويدعو إلى ترك الأمور على سجيتها. أما الآن فتقر "فيسبوك" بقوتها وتتحرك لمحاربة التضليل الإعلامي والترويج للمشاركة". سيناريوهات كارثية يمكن للمستخدمين التحقق عبر المركز إن كانت أسماؤهم واردة فعلا في لوائح الناخبين، وأنهم سيحالون إلى الموقع الإلكتروني المناسب في حال غيابها. وشددت "فيسبوك" على أنه "في العام 2016 تعذر على 92 مليون أميركي التصويت". وكان زكربرغ حدد في يونيو هدفا طموحا للمساهمة في تسجيل أربعة ملايين أميركي إضافي في اللوائح. وستكون نسبة المشاركة عنصرا مهما في انتخابات نوفمبر بسبب الغموض المرتبط بجائحة "كوفيد-19". ويبدو أن الاقتراع عبر البريد سيكون وسيلة مثالية لاحترام التباعد الاجتماعي، لكن على "فيسبوك" أن تتحكم أيضا، بموازاة ذلك، في نوبات غضب دونالد ترامب حيال هذه الطريقة. واضطرت الشبكة إلى التدخل، فأرفقت ملاحظة توضيحية بمنشور للرئيس الأميركي اعتبر فيه أن التصويت عبر البريد يسهل عمليات التزوير الانتخابي من دون أن يورد أي دليل على ذلك. وتحدث الرئيس الأميركي، الذي تظهر استطلاعات الرأي تخلفه أمام منافسه الديموقراطي جو بايدن، عن احتمال إرجاء الانتخابات بسبب المخاطر المفترضة. وفي ظل أجواء التوتر هذه تستعد "فيسبوك" لسيناريوهات عدة يوم الانتخابات وفي الأيام التالية في حال ما تأخر صدور النتائج أو طعن فيها. وتتوقع الشبكة، على سبيل المثال، أن تحرض مجموعات على العنف خلال فرز الأصوات. *أ.ف.ب