في الوقت الذي يعاني فيه قطاع النقل العمومي بالدارالبيضاء والجماعات المجاورة لها إشكالات عديدة، قررت السلطات ضخ ميزانية كبيرة من أجل تمويل عقد التدبير المفوض لاستغلال شبكة النقل وإنجاح العقد المبرم مع شركة "ألزا". وصادقت جماعة الدارالبيضاء على اتفاقية تمويل عقد التدبير المفوض للنقل العمومي بواسطة الحافلات على مستوى تراب مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، والتي سيتم بموجبها تمويل جزء من المغادرة الطوعية وكذا كلفة اقتناء حافلات المرحلة الانتقالية وتمويل عجز استغلال مرفق النقل الجماعي. وحسب الاتفاقية المذكورة، والتي اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن جماعة الدارالبيضاء ستساهم بما يناهز 300 مليون درهم، موزعة على ثلاثة سنوات (180 مليون درهم برسم 2020، 70 مليون درهم برسم 2021، ثم 50 مليون درهم خلال 2022). كما ستساهم مؤسسة التعاون بمبلغ 60 مليون درهم موزعة على ثلاث سنوات؛ فيما المديرية العامة للجماعات الترابية ستساهم بمبلغ 111 مليون درهم، خلال السنة الجارية. وتروم هذه الاتفاقية تعبئة الموارد المالية من أجل ضمان تنفيذ عقد التدبير المفوض لاستغلال شبكة النقل العمومي بواسطة الحافلات، لتمويل جزء من برنامج المغادرة الطوعية وفقا لمقتضيات عقد التدبير المفوض وتمويل جزء من كلفة اقتناء حافلات المرحلة الانتقالية بما فيها إعادة تهيئة الحالة الخارجية لها. وتأتي هذه الاتفاقية، التي ستشرف عليها شركة الدارالبيضاء للنقل، من أجل ضمان تنفيذ عقد التدبير المفوض مع شركة "ألزا" التي تدير القطاع بالدارالبيضاء وضمان استمرارية مرفق النقل الجماعي بواسطة الحافلات. وأنهت مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، بصفتها سلطة مفوضة، العقد الذي كان يجمعها مع شركة "مدينة بيس"، ليتم إبرام عقد جديد مع شركة "ألزا"، التي لا تزال تستخدم حافلات مستعملة في انتظار الإفراج عن الحافلات الجديدة ضمن الصفقة التي سيتم من خلالها اقتناء 700 حافلة جديدة. وعرف ملف النقل الحضري بالدارالبيضاء تعثرا كبيرا؛ ما جعل البيضاويين يصبون جام غضبهم على مسؤولي العاصمة الاقتصادية، بسبب طريقة تدبير هذا الموضوع وتعرضهم لأشهر عديدة لمشاكل وإكراهات في التنقل باستعمال حافلات مهترئة. وبالرغم من تجوال عدد من الحافلات المستعملة المستوردة من دول أوروبية، فإن البيضاويين ينتظرون بفارغ الصبر الحافلات الجديدة، علها تسهم في نسيان معاناة فترة طويلة على متن حافلات مهترئة شكلت تهديدا خطيرا لحياتهم بسبب تعرضها لأكثر من مرة للاحتراق.