على الرغم من أنه لم يتبق أمام العالم سوى 10 سنوات لتحقيق أهداف خطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، التي التزم بها أكثر من 150 من قادة العالم في عام 2015، إلا أن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) خلص إلى أن جائحة كورنا ساهمت في تعطيل الخطة أكثر من اللازم. تقرير "نبض أهداف التنمية المستدامة" خلص إلى أن أزمة جائحة فيروس كورونا جعلت أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية "بعيدة المنال". وأشارت الوثيقة إلى أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، المتمثلة في القضاء على الفقر وعدم المساواة وأزمة المناخ والإنتاج غير المستدام والتحديات المُلحّة الأخرى، تتطلب إجراءات حاسمة بسبب فيروس كورونا. وأوضح كبير خبراء الإحصاء ب"الأونكتاد"، ستيف ماكفيلي، أنه "على الرغم من فيروس كورونا، ومن احتوائه، ومن أن الجميع يعملون من المنزل، كان من المهم للغاية بالنسبة لنا أن ننشر تقرير نبض أهداف التنمية المستدامة في الوقت المناسب". وأضاف ماكفيلي أن "تحديات التنمية التي تواجه العالم لم تتوقف أو تختف، لذا من المهم أن نواصل الإبلاغ عن التقدم المحرز نحو خطة 2030، وأن تستمر منظمة الأونكتاد في أداء الدور المهم الذي تقوم به في تلك المسيرة". على سبيل المثال، ينص الهدف رقم 17.11 من أهداف التنمية المستدامة على زيادة صادرات البلدان النامية زيادة كبيرة، ولا سيما مضاعفة حصة أقل البلدان نمواً في الصادرات العالمية بحلول عام 2020. إلا أن منظمة "الأونكتاد" تتوقع أن تنخفض تجارة السلع الدولية بنسبة 27 في المائة تقريباً في الربع الثاني من عام 2020، مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي. كما تتوقع المنظمة انخفاضاً بنسبة 20 بالمائة في تجارة البضائع للعام بأكمله. وعلى الرغم من أن أقل البلدان نمواً كانت تحقق نمواً متواضعاً في الحصة السوقية، إلا أنه من المحتمل أن يكون فيروس كورونا قد دفع الهدف بعيدا عن مسار تحقيقه. وبحسب إعلان الأممالمتحدة، فإن أمورا صادمة أخرى ظهرت في تحديث هذا العام، أساسا الانخفاض القياسي الذي نتج عن أزمة فيروس كورونا بنسبة 5 بالمائة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ولكن مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، لن يكون هذا الانخفاض كافيًا حتى لتحقيق أضعف الأهداف التي حددها اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. ويجب خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 8 بالمائة تقريبًا بشكل سنوي خلال العقد القادم، ليحقق العالم هدف 1.5 درجة مئوية لاتفاقية المناخ. وقد تم تحديد حجم هذه المهمة من خلال أزمة فيروس كورونا.