دشن حزب الأصالة والمعاصرة المعارض صفحة جديدة من التقارب في علاقته مع غريمه السياسي حزب العدالة والتنمية، وذلك من خلال لقاء جمع عبد اللطيف وهبي مع الأمين العام ل"البيجيدي"، سعد الدين العثماني. وجاء لقاء "البام" و"البيجيدي"، الأحد، في إطار الزيارات التي يقوم بها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بعد انتخابه أمينا عاما ل"حزب الجرار"، والتي كانت تأجلت بسبب تداعيات الحجر الصحي. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قال في تصريح بالمناسبة إن "اللقاء أكد على أهمية الانفتاح على الحوار لمعرفة أسباب التوترات التي ميزت العلاقة بين الحزبين طيلة المراحل الماضية، وكذا معالجتها". وأضاف العثماني أن العدالة والتنمية يرى أن "مستقبل المشهد الحزبي بالمغرب يجب أن يكون متنوعا، فيه أحزاب سياسية مستقلة، ذات قرار سياسي مستقل، مواطنة، تخدم مصالح المواطنين"، في إشارة إلى علاقة "الجرار" بالدولة التي طبعت المرحلة السابقة. وبدا واضحاً منذ وصول عبد اللطيف وهبي إلى قيادة "البام" حرصه على التقارب مع "البيجيدي" رغم أن التنظيمين الحزبيين دخلا في تطاحنات سياسية واسعة في المرحلة السابقة، وصلت إلى حد "البلطجة السياسية" في المجالس المنتخبة. ويُحاول وهبي محو صورة فكرة تأسيس "البام" التي جاءت على أساس محاربة تنظيمات الإسلام السياسي، وبالضبط وقف زحف حزب العدالة والتنمية على المشهد السياسي المغربي، لكن هذا التقارب مع "الإخوان" يعتبره البعض حتى من داخل "الجرار" غير طبيعي وقد يمهد لتحالفات انتخابية هجينة في أفق سنة 2021. ويرى المحلل السياسي عبد الرحيم العلام أن "البام" و"البيجيدي" لهما تجارب على مستوى التحالفات الانتخابية بالجهات والأقاليم، وليس على المستوى المركزي، مشيرا إلى أن "فكرة العداء المتبادلة بين الحزبين طيلة المرحلة السابقة كانت مربحة للطرفين معاً، إذ تصدر العدالة والتنمية الحكومة بينما نجح "البام" في قيادة المعارضة". وأوضح العلام، في تصريح لهسبريس، أن "محاربة البام للإسلاميين كانت مجرد شعار ومزايدات سياسية لا أقل ولا أكثر"، مردفا بأن "الجرار كان يضم أطرافاً من الإسلاميين، بل حتى من السلفيين الذين تحالف معهم في أكثر من موقع من قبيل الصفقة مع المغراوي في مراكش". واستطرد العلام، في تصريحه، بأن حزب الأصالة والمعاصرة يستفيدُ من لقائه الأخير مع قيادات العدالة والتنمية في صراعه الذي بدأ يطفو على السطح مع حزب التجمع الوطني للأحرار، مشيرا إلى أن "البام" قد يُشهر ورقة التحالف مع الإسلاميين في ظل استمرار "التجمع" في خطف "أعيان الجرار" قبيل الاستحقاقات المقبلة. في مقابل ذلك، يُورد المصدر ذاته، فإن هذا التقارب يصب أيضا في مصلحة "البيجيدي" الذي يُريد تنويع تحالفاته لتفادي "البلوكاج" الذي وقع له خلال تشكيل بنكيران لحكومته، وتابع بأن "الخطأ السياسي" الذي وقع فيه العدالة والتنمية في المرحلة السابقة هو جعل التحالف مع الأصالة والمعاصرة بمثابة خط أحمر، ما جعله يقع تحت نيران التجمع الوطني للأحرار في تشكيل الحكومة.