عادت شواطئ المملكة لتمارسَ غوايتها على المواطنين المغاربة مع بداية عطلة الصّيف، حيث يكثر الإقبال على سواحل المتوسّط في الشّمال بفعل ارتفاع درجات الحرارة؛ غير أنّ لحظات الاستمتاع والاسترخاء التي يأملها المغاربة تصطدمُ في الغالب ببعض "السّلوكيات" الدّخيلة التي تنغّص عطلة "المغاربة". أولى المشاكل التي يواجهها المغاربة خلال عطلة الصّيف "الإتاوات" التي يفرضها حرّاس السّيارات على المواطنين المغاربة مقابلَ الاستفادة من مساحة يخصِّصها هؤلاء لركنِ العربات، حيث أضحت جنبات الشّواطئ والمرافق التّرفيهية تغوصُ بأصحاب "السّترات الصّفراء". وينتشرُ أصحاب السّيارات في المناطق "السّاخنة" التي تعرفُ توافداً كبيراً للمواطنين خاصة في المدن السّاحلية للمملكة، التي تشهدُ خلال عطلة الصّيف حركية كبيرة للعربات وتوافداً متزايداً للسّياح؛ وهو ما يدفعُ عدد كبيراً من الشّباب إلى امتهان حراسة السّيارات، بفرضِ إتاوات يعتبرها المشتكون "غير معقولة" ولا سند قانوني لها. ومع أزمة "كورونا" وما فرضته من تداعيات سلبية على الأنشطة الاقتصادية، انتعشت بعض الممارسات غير المهيكلة التي يعتمد عليها بعض الشّباب لتحقيق دخل مالي يحفظ كرامتهم، تأتي في مقدّمتها حراسة السّيارات التي مازالت تفتقد لأيّ مراقبة قانونية تهيكل عملَ أصحاب "السّترات الصّفراء". وقد بدأت، مؤخراً، بعض المجالس المنتخبة بعقْد صفقات مع متعهدين، تعير لهم بعض الأزقة مقابل أداء سنوي؛ في حين تظل أغلب الأزقة في معظم المدن رهينة بيد شباب أغلبهم مدمنين، وبالتالي كثيرا ما تقع صدامات مع المواطنين حول التسعيرة أو غيرها. وفي السّياق، أكّد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أنّه "يجب الأخذ بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي في مشكل "حراس السّيارات" الذين يخرجون إلى الشّارع ويواجهون المجتمع من أجل لقمة العيش"، مورداً أنّ "الفراغ القانوني لهذا النّشاط غير المهيكل أدى إلى انتعاشه في صفوف الشّباب". واعتبر المتحدث ذاته أنّ "مواجهة هذا المشكل يبدأ بتأهيل هذه المهنة من خلال إنشاء شركات وتعاونيات يجتمعُ حولها "حرّاس السّيارات"، حتّى يتمّ ضبط تحركاتهم ومراقبة أنشطتهم في حال ما كانت هناك تجاوزات". وأبرز الخراطي متحدّثاً لجريدة هسبريس الالكترونية أنّ "إتاوات الحراس تصلُ في بعض الأحيان إلى 15 و20 درهما"، مؤكّداً أنّ "هذا الأمر غير مقبول". وتابع: "لا بدّ من تأهيل هذه المهنة؛ لأنها تمثّل العين الثالثة للسّاكنة، رغم التّجاوزات التي تحدث بين الفينة والأخرى".