شهدت العاصمة الأمريكيةواشنطن، مساء الجمعة، مسيرات واسعة شارك فيها الآلاف احتجاجا على العنصرية، وللمطالبة بجعل يوم التاسع عشر من يونيو عطلة سنوية في الولاياتالمتحدة تخليدا لذكرى انتهاء العبودية في البلاد. ويمثل 19 يونيو 1865 تاريخ إنهاء العبودية في الولاياتالمتحدة، وهو اليوم الذي تحرر فيه آخر العبيد في ولاية تكساس جنوب البلاد، وذلك بعد مقاومة شديدة من المحافظين الذين كانوا يعارضون مبدأ المساواة العرقية ويؤمنون بأحقيتهم في امتلاك العبيد. ويطالب طيف واسع من الحقوقيين في الولاياتالمتحدة بجعل 19 يونيو عطلة سنوية على المستوى الفيدرالي، وهذا ما استجابت له ولايات عدة، كما هو الحال بالنسبة لولاية فيرجينيا التي سن حاكمها، رالف نورثم، خلال هذا الأسبوع، قانونا يعتمد هذا اليوم عطلة سنوية، في انتظار إقرار الكونغرس المحلي لذلك. احتفالات بطعم خاص احتفالات هذه السنة اتسمت بصبغة خاصة لتزامنها مع الاحتجاجات التي تشهدها ولايات ومدن أمريكية عدة منذ حوالي شهر، على خلفية وفاة المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد الشرطة بولاية مينيسوتا، وكذلك مقتل ريشارد بروكس في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا. واحتل الآلاف من المحتجين الأمريكيين شوارع العاصمة الأمريكيين، وعاينت هسبريس مساء الجمعة حضورا كبيرا للطلبة والأستاذة وكذا الرياضيين، الذين قدموا من مدن مجاورة من أجل الاحتفال بهذا اليوم، وللتنديد بما يصفه المتظاهرون "وحشية الشرطة" ضد الأقليات العرقية، خصوصا الأمريكيين السود من أصول أفريقية. ولم تنظم هذه المظاهرات في الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض فقط، وإنما أيضا نظمت مسيرات في معالم عدة من العاصمة واشنطن، كما هو الحال بالنسبة للنصب التذكاري لمارثن لوثر كينغ، أيقونة حركة الحقوق المدنية في ستينات القرن الماضي. وردد المحتجون شعارات منددة بالعنصرية في الولاياتالمتحدة، وطالبوا بالعدالة لعائلات الأشخاص الذين فقدوا حياتهم على يد الشرطة، كجورج فلويد وبريانا تايلور وريشارد بروكس وغيرهم. جزء كبير من شعارات احتجاجات الجمعة رفع ضد الشرطة؛ إذ طالب المتظاهرون بتقليص الاعتمادات المالية الموجهة للأجهزة الأمنية وتحويلها إلى الأقليات الفقيرة والهشة، خصوصا الأمريكيين من أصول أفريقية. يوم للتفكير وتشهد الولاياتالمتحدة خلال الأسابيع المقبلة حركية غير مسبوقة في ما يتعلق بإقرار قوانين تقيد صلاحيات الشرطة في ولايات عدة، كما تم إسقاط مجموعة من التماثيل التي يعتبرها المتظاهرون "تجسد شخصيات كونفدرالية كانت تدافع عن الحق في امتلاك العبيد". وصرحت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، بأن "19 يونيو يجب أن يكون يوم تفكير يحرك أمتنا لمواجهة ومحاربة تاريخها الطويل المخزي من الظلم العرقي المنهجي الذي يستهدف الأقليات غير البيضاء"، مضيفة: "نحزن على مئات الأمريكيين السود الذين قتلوا بسبب الظلم العنصري ووحشية الشرطة"، وفق تعبيرها. وتحت ضغط الشارع، قدم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الأقلية الديمقراطية، الجمعة، مشروع قانون يقر 19 يونيو عطلة وطنية. ويتزعم هذه الجهود السيناتور كوري بوكر عن ولاية نيوجرزي، والسيناتور كامالا هاريس عن ولاية كاليفورنيا. ترامب في تولسا في المقابل، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنظيم مهرجان خطابي حاشد في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، ينتظر أن يحضره أكثر من 20 ألف شخص من مؤيديه. ويأتي اختيار هذه المدينة بالنظر إلى أنها عاشت واحدة من أبشع المذابح العنصرية في تاريخ البلاد؛ إذ قتل بها أكثر من 300 أمريكي من أصول أفريقية سنة 1921 على يد عنصريين بيض. ويعد هذا المهرجان الأول من نوعه في الولاياتالمتحدة منذ انتشار وباء كورونا في البلاد، وفرضت حملة الرئيس ترامب على الذين يرغبون في حضور هذا الحدث توقيع التزام يخلي الحملة من مسؤوليتها في حال إصابة أحد الحاضرين بالفيروس. وأصدر الرئيس بيانا مشتركا مع عقيلته ميلانيا ترامب بمناسبة ال 19 من يونيو، قال فيه: "هذا التاريخ يذكرنا بظلم العبودية الذي لا يمكن تصورها، وكذا شعور الفرح الذي لا يضاهى بعد التحرر".