ضربت عاصفة رعدية مصحوبة بزخات مطرية ورياح قوية وحبات برد كبيرة الحجم (التبروري) جهة فاسمكناس، مساء السبت، أفزعت الساكنة، وخلفت خسائر مادية كبيرة، خصوصا في الممتلكات الفلاحية. وأدّت كريات "التبروري" بمدينتي فاسومكناس إلى كسر الزجاج الواقي لعدد من السيارات، كما أغرقت الأمطار القوية وتساقطات حبات البرد، التي ميزت هذه العاصفة، بعض شوارع المدينتين بفعل احتقان قنوات تصريف المياه، وكسرت عددا من الأشجار. وهمت هذه العاصفة، أيضا، إقليمي صفرو وإفران، مخلفة بهما خسائر كبيرة في الأشجار المثمرة والحقول الزراعية، وفقا لما أكده للجريدة رشيد الحمدي، أحد فلاحي إيموزار كندر، مبرزا أن "الخسائر كانت كارثية على فلاحي المنطقة، والتي وصفها بالمنكوبة بكل المقاييس". متحدث الجريدة أشار إلى أن الفلاحين تكبدوا خسائر بالملايين ستؤثر على فرص الشغل الموسمية التي توفرها هذه الضيعات، موردا أن 90 في المائة من منتوج التفاح بضيعات إيموزار كندر أُتلف بفعل هذه العاصفة التي كانت مرفوقة ببرد كثيف ورياح قوية همت مساحات شاسعة. ووصلت هذه العاصفة المدمرة إلى دائرة تاهلة بإقليم تازة شرقا، مخلفة هلعا وسط الساكنة المحلية وفقا لما نقله لهسبريس العياشي تكرارا، فاعل حقوقي بالمنطقة، مشيرا إلى أن "كريات البرد أدت إلى إصابة بعض الموطنين بجروح وكدمات، وإلحاق الأضرار بعدد من السيارات وتكسير زجاج نوافذ المنازل، فضلا عن إتلاف محاصيل الحبوب والأشجار المثمرة من عنب وخروب وزيتون". إلى ذلك، قال محمد حنشان، أستاذ التعليم العالي الباحث في علم المناخ بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، إن "هذه الظاهرة المناخية، التي تبقى متوقعة في مثل هذه الفترة من الصيف، تمتاز، كما حدث عشية السبت بجهة فاس، بنشأة رياح عاصفية قوية مصحوبة بأمطار قوية وتساقطات على شكل برد بقطر يفوق 5 ملم". وأوضح حنشان، في تصريح لهسبريس، أن "هذه الظاهرة مرتبطة بالأحوال الجوية التي عرفها المغرب مؤخرا، حيث كانت هناك موجة حر أدت إلى ارتفاع درجة حرارة السطح، تبعها توغل كتلة هوائية باردة في الأجواء العليا قدمت إلى وسط المغرب من أوربا عبر المحيط الأطلسي"، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى نشأة حالة جوية غير مستقرة نتج عنها تساقط برد كبير الحجم بشكل عنيف على السطح". وأوضح الباحث في علم المناخ أنه ليست هناك معلومات كافية حول الخسائر التي خلفتها هذه العاصفة، متوقعا أن تكون حبات البرد قد أدت إلى الإضرار بعدد من السيارات، وسقوط الأشجار بسبب الرياح القوية، وإلحاق خسائر فادحة بالأشجار المثمرة الموسمية، ووقوع بعض الفيضانات والسيول في الحواضر والقرى.