جدل متواصل بين الأسر والمدارس الخصوصية بشأن تأدية واجبات التمدرس لشهري ماي ويونيو بعد تمديد حالة "الطوارئ الصحية"، حيث تجدّد التوتر بين الطرفين بسبب رفض عديدٍ من مدارس التعليم الخصوصي تخفيض رسومها نظير الخدمات التي تُقدّمها للتلاميذ في فترة العزلة الصحية المنزلية. وقال أحد أولياء التلاميذ في إحدى المدارس الخصوصية بالرباط إن "الأسر لا ترفض أداء واجبات التمدرس، بل تطالب بخصم نسبة من المستحقات"، مستدركا: "بعض المدارس الخصوصية قرّرت تخفيض مستحقاتها خلال الحجر الصحي بنسبة تصل إلى 50 في المائة؛ لكن توجد مدارس أخرى رفضت ذلك، بمبرر تأدية أجور العاملين". وأضاف رب الأسرة ذاتها، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التخفيض الذي ستقوم به هذه المدارس الخاصة خلال مدة ثلاثة أشهر لا يساوي قيمة الأرباح التي راكمتها طوال سنين، دون أن يتحدث أحد عن ذلك؛ لكن الظرفية الاستثنائية تستدعي التحلي بالروح الوطنية حتى تتعاضد كل الأطراف المعنية إلى حين اجتياز المحنة الحالية". علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، أوضح أن "الفيدرالية تتوصل بمئات الشكايات يومياً منذ سيران حالة الطوارئ، بسبب مطالبة الأسر بتأدية مستحقات مارس وأبريل وماي ويونيو كاملةً، بالنظر إلى أنها تدعو إلى الإعفاء أو التخفيض". ولفت المتحدث ذاته إلى أن "هناك مجموعة من الأسر التي تضررت بدورها من الحجر الصحي بسبب التوقف عن العمل، ناهيك عن كون الأسرة هي التي تتحمل المسؤولية في موضوع التعليم عن بُعد، من حيث اقتناء الأجهزة الإلكترونية لأبنائها وتوفير صبيب الأنترنيت". وشدد المسؤول عينه، ضمن تصريح له لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن "القانون المنظم للمؤسسات الخصوصية رقم 06.00 ينص على أن الخدمات المؤداة لها تتضمن التأطير التربوي والإطعام والنقل والتنظيف وغيرها"، وزاد: "ليس من المعقول مطالبة الأسر بأداء كل واجبات التمدرس". وتابع: "بعض المؤسسات الخاصة أصبحت تهدد الآباء بعدم تسليم نقط التلاميذ أو شهادة المغادرة في حالة رفض تأدية واجبات التمدرس"، مشيرا إلى أن "الفيدرالية لن تسمح أبدا بابتزاز الآباء والأمهات، وسنُتابع الموضوع مع وزارة التربية الوطنية في حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب"، خاتما بأن "بعض الأسر أعربت عن رغبتها في ترحيل التلاميذ إلى التعليم العمومي في بداية الدخول المدرسي".