فقد ثلاثة مرضى بصرهم بسبب تناولهم لمواد كحولية سامة في حادثة أليمة هزت تونس أيام العيد، وتسببت في وفاة سبعة وإصابة العشرات بأضرار صحية، بحسب ما أعلن مصدر طبي. وقال رئيس قسم طب العيون بمستشفى فرحات حشاد بمدينة سوسة، الدكتور الهاشمي محجوب، إن ثلاثة من بين الذين تعرضوا للتسمم جراء المواد الكحولية بدائية الصنع، تعرضوا لأضرار في العصب البصري نتج عنه العمى. وكانت إدارة الصحة الجهوية في ولاية القيروان أعلنت عن إصابة العشرات في جلسة خمور بمدينة حاجب العيون، نتيجة لمعاقرتهم عطورا ممزوجة بمادة الميثانول، الشبيهة بالكحول. وفقد سبعة أشخاص حياتهم فيما جاوز عدد المصابين الستين؛ وأوضح الطبيب محجوب لإذاعة "جوهرة" الخاصة أن مادة الميثانول تستخدم في صناعة العطور وبعض الأدوية، لكن بكميات مدروسة، لافتا الانتباه إلى أن الاستخدام المفرط لهذه المادة من شأنه أن يؤثر على العصب البصري ويتسبب في فقدان البصر. وقال محجوب إن نسبة الشفاء للمتضررين منعدمة تماما. ومع أن تونس تصنف من بين الدول الأكثر استهلاكا للخمور في المنطقة العربية فإن كثيرين في المناطق الفقيرة والنائية يلجأون إلى معاقرة مواد كحولية تقليدية الصنع، بديلة عن الخمور، إما بسبب غياب نقاط للبيع أو بسبب الكلفة الرخيصة لهذه المواد. ويجري تسويق هذه المواد على نطاق واسع وبشكل غير قانوني ،لا سيما في المناسبات والأعياد التي تشهد استهلاكا أكبر للخمور. وأفادت وكالة الأنباء التونسية بإلقاء الشرطة القبض على رجل وامرأة، بمدينة حاجب العيون، تورطا في بيع العطر الممزوج بمادة الميثانول للمتضررين، كما ضبطت 80 لترا من العطر لديهما.