تصدّر برنامج "بالتي هي أحسن"، الذي يعرض حالياً على شاشة "Mbc"، لائحة البرامج الدينية الأكثر متابعةً على المحطات الفضائية في العالم العربي؛ إذ تميّز بطرح عميق ورصين، متناولاً كافة قضاياه بوضوح وشفافية في قالب ومحتوى عصري بعيد عن الطرح التقليدي. وقال عبد الوهاب الشهري، مقدم البرنامج، إن "بالتي هي أحسن" يستضيف في حلقاته طيلة شهر رمضان المبارك الجاري محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، ويناقش الكثير من القضايا التي لا تُناقش عادةً في البرامج الدينية بلغةٍ صريحةٍ بعيداً عن المواربة والترميز. وأضاف الشهري أن "محمد بن عبد الكريم العيسى كان حريصاً على ذكر تجاربه الشخصية وسرد المواقف التي مر بها حول العالم، بهدف إشراك المجتمع المسلم في النقاش وخلق حوارٍ أكثر واقعية وقرباً من الحياة اليومية للمسلمين، حيث يسعى من خلال موضوعات الحلقات إلى إبراز الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي المعتدل وكشف جماليات الحضارة الإسلامية"، مبرزا أن "البرنامج يناقش القضايا الدينية والفكرية والاجتماعية بخطاب عصري عميق ومنفتح". ويناقش البرنامج كل هذه القضايا من زوايا متعددة، متجنباً سلبيات الطرح التقليدي ومجازفات التعميم، وقد تحول البرنامج إلى فضاء مفتوح لعرض الرأي مع احترام حق المشاهد في الاختيار والاقتناع والبحث عن الحقيقة من دون محاولة توجيهه تحت أي ذريعة، كما يتبنى رؤية سباقة في عمقها العلمي والفكري مصحوبة بتجارب ومشاهدات ثرية في قالب موضوعي ومنفتح، مستدعياً باهتمام وشرح ضاف ومقنع دور المشتركات الإنسانية في حفظ سلام ووئام عالم اليوم. ومن أبرز القضايا التي ناقشها البرنامج في الشأن الإسلامي قضية الصراع الشيعي السني؛ إذ فنّد ضيف البرنامج حقيقة هذا الصراع، مؤكداً أنه "صراع بين متطرفين وطائفيين من الجانبين، وليس بين معتدلي السنة والشيعة الذين يمثلون الأغلبية"، حيث حظي هذا الخطاب الوسطي الوحدوي الساعي إلى تعرية التطرف والطائفية بالترحيب الواسع من قيادات العالم الإسلامي من مختلف المذاهب والطوائف. وخصص البرنامج أيضاً حلقة لكشف فساد ممارسات الإسلام السياسي وأخلاقيات جماعاته، مؤكداً أنها "تتنازل عن الاهتمام بالعقيدة والسلوك الإسلامي، بل وحتى شعاراتها التي ترفعها عند اضطرارها، من أجل تحقيق أغراضها". وقال العيسى في وصف أعضاء هذه الجماعات إنهم "لا يعترفون بأي ولاية إلا ولاية مرشدهم، وقاموسهم ملئ بأساليب الفجور في الخصومة، فضلاً عن استخدام البراغماتية النفعية في أسوأ صورها". وناقش البرنامج، للمرة الأولى، قضية تحريم الاعتداء على دور العبادة، موضحاً أن "الإسلام يؤكد وجوب احترام وجود دور العبادة الأخرى، بل ويفرض على المسلمين حمايتها، ويجرّم الاعتداء عليها مهما كان السبب". كما طرح البرنامج قضية المرجعية الإسلامية، مؤكداً باسم علماء ومفكري رابطة العالم الإسلامي وهيئاتها ومجامعها ومجالسها العالمية أن "المملكة العربية السعودية هي المرجعية الروحية للمسلمين، من منطلق شرف خدمة الحرمين الشريفين وريادتها الإسلامية واضطلاعها بكامل مسؤولياتها الإسلامية على الصعد كافة في سياق تاريخي مشرّف". وفي رؤية نادرة لقضايا المرأة المسلمة، خصص البرنامج حلقتين كاملتين لتصحيح المفاهيم الخاطئة في التعامل مع المرأة، والرد على الخطاب الذي يتهم التشريع الإسلامي بالإساءة إليها. وقد حرص خلالهما محمد بن عبد الكريم العيسى على تعزيز مفهوم تمكين المرأة في الشريعة الإسلامية، الذي يؤكد على إعطائها حقوقها كافة وإتاحة المجال لها لممارسة دورها وتأثيرها الكبير كعالمة، ومفكرة، وخبيرة، ومهنية في مختلف مهام المسؤولية والخدمة الوطنية.