عاد تلقيح الأطفال في المغرب إلى المستوى الطبيعي، بعدما تراجع بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية، بسبب تخوف الآباء من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد خلال تنقلهم إلى المستشفيات والمصحات. وأفاد عدد من أطباء الأطفال، في تصريحات لهسبريس، أن تغطية التلقيح للأطفال أصبحت تتجاوز 80 في المائة، بعدما تراجعت بحوالي 60 في المائة، وكان حينها فقط 40 في المائة من الأطفال هم من يتابعون جدول التلقيح. وبعدما نبه الأطباء إلى هذا التراجع الكبير، سارعت وزارة الصحة إلى إخبار الرأي العام أن عملية التلقيح ما زالت مستمرة بالمراكز الصحية على الصعيد الوطني وكذا في العيادات الطبية الخاصة، بالرغم من الحالة الراهنة الناتجة عن انتشار فيروس كورونا المستجد. ووفق إفادات أطباء من الجمعية المغربية للعلوم الطبية، فإن الأطفال يعتبرون أقل تعرضا لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد بسبع مرات مقارنة بالبالغين. كما أن الأطفال لا ينقلون العدوى إلى أقرانهم، بل الكبار هم الذين ينقلونها إلى الصغار. وكانت وزارة الصحة أكدت، قبل أيام، أن عملية تلقيح الأطفال والرضع تُعد واحدة من الخدمات الأساسية التي ينبغي منحها الأولوية في مجال الوقاية من الأمراض المعدية، مؤكدةً أنها أرست إجراءات احترازية وتنظيمية لحماية الأطفال والآباء والعاملين الصحيين من عدوى وباء "كوفيد-19"، وفقا للإجراءات الجاري بها العمل. ونبهت وزارة الصحة إلى أن أي تأخير في تلقيح الأطفال والرضع، ولو لوقت قصير، قد يرفع من احتمال إصابتهم بالأمراض التي يمكن تجنبها باللقاحات، وأهابت بآباء وأولياء الأطفال والرضع الالتزام بالمواعيد كما هو مُسطَّر لها في جدول التلقيح. وتُوصي منظمة الصحة العالمية الدول بالعمل على تجاوز نسبة 90 في المائة بخصوص تلقيح الأطفال، للحيلولة دون إصابتهم بأمراض يمكن أن تؤدي بهم إلى الوفاة، ورغم ذلك، لا تزال بعض الدول تسجل نسبًا منخفضة من التلقيح رغم الجهود العالمية المبذولة. وفي المغرب، يكشف البحث الوطني للسكان وصحة الأسرة، الذي أجري سنة 2018، أنه بالنسبة إلى الأطفال ما بين 12 و23 شهرًا، فإن 94.5 في المائة منهم ملقحون بشكل كامل وفقًا لجدول التلقيح، بينما 98.8 في المائة ملقحون بلقاح "البي سي جي"، وأكثر من 98 في المائة بلقاح ضد الشلل، وأكثر من 97 في المائة بلقاح خماسي ضد الكزاز والديفتيريا.