أوقفت مصالح الأمن في مدينة تيفلت تلميذاً يتابع دراسته في السنة الأولى باكالوريا بسبب نشره "صورة كاريكاتورية" يتوعد فيها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة، سعيد أمزازي، ب"الانتقام". وأكدت مصادر متطابقة أن توقيف التلميذ (ح)، ليل السبت، جاء إثر نشره على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة ساخرة من أمزازي وتعليق يقول: "فاش أمزازي نهار سبت مغينجححش التلاميذ .. اغتيال وزير التعليم أمزازي على يد طالب سلاوي". وعلمت هسبريس أن الوزير أمزازي لم يضع أي شكاية بخصوص "التدوينات" التي تناسلت بشكل واسع ضده من قبل التلاميذ، لكن السلطات القضائية حركت مسطرة التوقيف في حق تلميذ تيفلت ووضعته تحت تدبير الحراسة النظرية؛ رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة. واستنكر أصدقاء التلميذ الموقوف، في تصريحات لهسبريس، توقيفه بسبب "رسم كاريكاتوري ساخر" جاء في إطار الأخبار التي تناقلتها العديد من الصفحات بخصوص "إمكانية الإفراج عن خبر استثنائي أمس السبت، يتعلق أساسا بمستقبل السنة الدراسية". وأضاف أحد أصدقائه أن "التلميذ معروف بحسن السيرة والسلوك، وغير معقول أن يتم الزج به في السجون إلى جانب المجرمين"، مضيفا أن "التلاميذ يطالبون الوزارة بتوضيحات رسمية حول مستقبل السنة الدراسية". في مقابل ذلك، اعتبرت بعض التعاليق أن "الرسم الساخر بمثابة دعوة صريحة لارتكاب جريمة القتل، يستوجب المتابعة القضائية، خصوصا في ظل حرب التدوينات التي يشنها التلاميذ على الصفحة الرسمية للوزير أمزازي". وانتشرت في اليومين الماضيين تدوينات لتلاميذ تطالب الوزارة الوصية على قطاع التعليم بإعلان نجاح جميع التلاميذ، في ظل حالة الحجر الصحي التي يعيشونها منذ أيام، لكن بعض هذه التعاليق الساخرة أثارت غضب الأسرة التعليميّة بسبب حمولتها غير التربوية. وجاء في بعض هذه التعاليق: "نجحنا كاملين ولا اتزاد درس فتاريخ اغتيال وزير التعليم على يد طالب مغربي"، وهي عبارة مستوحاة من حادثة اغتيال ولي عهد النمسا من قبل طالب صربي؛ والذي كان ذريعة لاندلاع الحرب العالمية الأولى. وعمد بعض التلاميذ إلى إنشاء صفحة تحت عنوان: "بلغ صوتك لوزير التربية والتعليم والناطق الرسمي باسم الحكومة"، تجاوز عدد أعضائها 150 ألفاً، يناقش من خلالها التلاميذ مستقبلهم الدراسي على ضوء جائحة فيروس كورونا. مصادر مسؤولة من داخل وزارة التربية الوطنية أكدت سابقاً أنه لا وجود نهائيا لقرار كان سيتخذ أمس السبت، مشيرة إلى أن مباشرة الدراسة عن بعد ستكون يوم غد الاثنين، ولا مجال لنشر الإشاعات من أجل خلخلة السير العادي للعملية.