منذ أول يوم من تولي المسؤولية، لم تكن أمور مهمة لسان الحكومة على ما يرام، بالنسبة للوزير الجديد الحسن عبيابة، لكن ارتباكه ظل مقاوما لمقص الإقالة، إلى حين تأكد غياب ناطق رسمي مدافع عن الإجراءات الحكومية خلال أزمة كورونا. وبدت جسامة المسؤولية واضحة على الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي غاب منذ بداية الأزمة، تاركا حبل كورونا على الغارب تارة، وعلى باقي المسؤولين تارة أخرى، وهو ما عجل برحيله الثلاثاء عن منصبه، لفائدة سعيد أمزازي، بقرار ملكي. بداية متعثرة أولى لقاءات التصريح الحكومي للناطق الرسمي السابق، الحسن عبيابة، اكتست طابع الغرابة، بسبب قراره عدم إدراج أسئلة الصحافيين ضمن نقاط الندوة لأول مرة، مكتفيا بتلاوة البيان الحكومي والانصراف لقضاء أغراض أخرى، كما حدث؛ وأولى الانطباعات كانت ممتدة على قصر التصريحات الحكومية التي قام بها، فقد احتد صدامه مع الصحافيين، الذين سجلوا رفضهم طريقة تدبير الأمور، مطالبين بضرورة إعادة الاعتبار للتواصل الحكومي مع وسائل الإعلام. تهديد "الإساءة لا تتقادم" موجة السخرية العارمة التي صاحبت تصريحات عبيابة دفعته إلى سلك طريق التهديد لعله يجدي، فقد استعان بقاموس التحذير المشوب بالوعيد، أمام اشتغالات الصحافيين، الذين يتابعون زلاته، قائلا: "الإساءة لا تتقادم". وحظيت زلات لسان الوزير السابق بمتابعات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلته ينقل الوعيد إليها أيضا، فقد طرح إعداد قانون يقلص من حرية تعليق ونشر الناس، ويضبط تحركات رواد هذه المواقع. حذف المباشر بشكل أثار استغرابا واستهجانا لدن الصحافيين ومتتبعي التصريحات الحكومية، أقدم الحسن عبيابة على حذف تقنية المباشر التي كانت تنقل أطوار الندوة بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء، ما فرض على الجميع التنقل إلى غاية مدينة العرفان بالرباط للمتابعة. واضطرت التسجيلات التي توثق أخطاء إملائية وقراءات متلكئة للنصوص الوزير إلى الاستغناء عن تقنية المباشر، والاكتفاء بلقاء الصحافيين، الذين يوثقون زلات الرجل، لكنها لم تحظ بالانتشار الذي ضمنته تقنية المباشر. الرئيس الموريتاني أخطاء الحسن عبيابة لم تكن حبيسة التصريحات الحكومية، فأمام وفود رسمية من مختلف البلدان، أخطأ الوزير المغربي نطق اسم الرئيس الموريتاني، محولا إياه من ولد الغزواني، إلى ولد العزوزي، مثيرا استغراب الحاضرين في مهرجان المدن التراثية بنواكشوط. والتقطت مواقع التواصل الاجتماعي، مرة أخرى، زلة الوزير المغربي، لتتحول إلى مادة دسمة للسخرية، قربته أكثر من الإقالة، بعد أن تواترت أخبار حكومية، منذ نونبر من السنة الماضية، تفيد بإمكانية رحيله عن منصب الناطق الرسمي. "فيروس كورونيا" في واحدة من أغرب الخرجات عالميا بخصوص فيروس كوفيد 19، لم يتمكن الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية من نطق اسم الجائحة بشكل سليم، إذ تحدث عن الوباء باسم جديد ابتدع له لقب "كورونيا"، مثيرا موجة استغراب بخصوص قدرته على تدبير المرحلة تواصليا. وكانت تلك الخرجة آخر محطة ظهر فيها الوزير الذي حزم أغراضه رسميا، أمس الثلاثاء، بقرار ملكي ومقترح حكومي، لتنتهي بذلك قصص عبيابة مع حكومة العثماني وقطاعات الشباب والرياضة والثقافة والتحدث الرسمي باسم الحكومة.