معالم القلق والصدمة بادية من بعيدٍ في هذا الزقاق الذي يقطع شارع الأمل ب"تجزئة 9 يوليوز" في مدينة وزان إلى شطرين، إذ خلف إعلان أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد، استنفارا غير مسبوق. وحل بالحي الذي سجل أول إصابة ب"كوفيد-19" رؤساء المصالح الطبية والأمنية، على رأسهم عامل إقليموزان، المهدي شلبي، ومصطفى عادل، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، وباقي ورؤساء المصالح الخارجية المعنية، إذ تم العمل على تطهير محيط البيت والأزقة المجاورة لمنزل الحالة المؤكدة. وفق مصادر هسبريس، فقد جرى نقل 4 أفراد من أسرة المصابة، بينهم طفلة صغيرة، إلى المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي بالمدينة ذاتها على متن سيارة تابعة للوقاية المدنية. كما يجري تعداد لائحة المخالطين المفترضين، والتي من المحتمل أن تشمل العشرات، على اعتبار أن الشابة لم تلتزم بتدابير الحجر الصحي بالمنزل، في أفق إخضاعهم للحجر الصحي والتحاليل المخبرية المعمول بها في مثل هذه الحالات، للتأكد من مدى انتقال العدوى من عدمه. وتبعا للمصادر ذاتها، فقد تم تطويق مختلف مداخل ومخارج الحي المذكور والشهير ب"مبومباي"، لمنع دخول أو خروج قاطنيه إلى حين انتهاء فترة الحجر الصحي، وتجري استعدادات مكثفة بالمركز الاستشفائي الإقليميبوزان، من طرف الأطر التمريضية والطبية، لاستقبال المخالطين. ورجحت المصادر ذاتها، أن يخضع العاملون بالمركز الصحي المسيرة، من أطباء وممرضين، للتحاليل المخبرية في الأيام المقبلة، لأن المصابة مرت من هناك في الوهلة الأولى، قبل توجيهها إلى غرفة العزل بالمستشفى الإقليمي. وخلفت الواقعة حزنا عميقا لدى الوزانيين والوزانيات، الذين نادوا بضرورة الحزم والالتزام بتدابير الوقاية بالبيوت، وعدم الخروج في هذه الفترة العصيبة بالذات، في وقت تعالت فيه دعوات الشفاء ورفع البلاء عن المدينة الصغيرة. كما لم يخف عدد من المواطنين، الذين تحدثت إليهم هسبريس، ارتفاع منسوب الخوف.