مستهل جولتنا في رصيف الصحافة الخاص بالأسبوعيات من "الأيام" التي أوردت تصريحا لمرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي في الدارالبيضاء، يقول فيه إن مواجهة فيروس "كورونا" المستجد تحتاج إلى تحليلات تظهر نتائجها في نصف ساعة. وأضاف الإطار الطبي أن المجهودات التي قامت بها الحكومة المغربية لا بأس بها، وينبغي أن يتم الانتقال إلى خطوة استراتيجية مغايرة تتمثل في اعتماد تقنيات بديلة للكشف عن الفيروس؛ وإن استغرق ذلك ربع ساعة سيكون أفضل. الفيلالي أقر بأن ظروف عمل مهنيي الصحة صعبة إلى حد كبير، وبدورهم يخافون من العدوى ونقلها صوب أسرهم، موردا: "ليس لدينا خيار، فقد اخترنا بمحض إرادتنا مهنة الطب لنساهم في التخفيف على المرضى، هذا هو القسَم الذي أديناه". أما نور الدين بلحنيشي، طبيب نفساني، فقد قال ل"الأيام" إن أكثر من 30 دقيقة في اليوم من "أخبار كورونا" قد تسبب اضطرابات وجدانية، ويرجع ذلك إلى تنامي الخوف والقلق؛ وهذا شعور طبيعي قد يتطور عند البعض. رئيس الجمعية المغربية للأطباء النفسانيين بالقطاع العمومي شدد على أن لحظات الأزمة تستدعي التعامل مع المعلومات بحذر شديد، وتجنب بث الإشاعات والتخويف والتهويل، كما لا يمكن تحمل الأخبار الصادمة والأصوات المخيفة وقتا طويلا. وفي حوار مع الأسبوعية نفسها، قال أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، إن نسبة النمو الاقتصادي لن تتجاوز خلال العام الجاري 1% في أحسن الأحوال، والصعوبات الأكبر أمام المقاولات وشغيلة القطاع غير المهيكل، مع تراجع الفلاحة. وذكر المسؤول ذاته أنه يسهر على 4 مجموعات للتعاطي مع الوضع بعد وصول جائحة "كورونا" إلى المغرب، حيث يتم الخوض في البحوث الميدانية والمنتجات المعنية بالاستيراد والتصدير، زيادة على بحوث مرتبطة بقطاع الشغل والميدان الفلاحي. الطبيب خالد فتحي، بصفته دكتورا أيضا في العلاقات الدولية، قال ل"الأيام" إن علماء المستقبليات لم يتكهنوا بالسيناريو الجاري بسبب "كوفيد-19"، والعالم يشعر كأنه ينظر إلى فيلم من الخيال العلمي. وأضاف المتحدث أن فيروس "كورونا" الجديد يرد كيد الليبرالية ويبرز أوهام العلماء في السيطرة الكاملة على الكون، وأن هناك تصريف أقدار لا نعرفها، والنظام العالمي الرشيد هو الكفيل بإنقاذ البشرية بعد نهضة فلسفية تقوم من ركام الأزمة الحالية. أما "الوطن الآن" فقد ذكرت أن سجن الأحداث ب"عين السبع"، في مدينة الدارالبيضاء، يعرف تشددا كبيرا في الإجراءات الاحترازية من "كورونا"، وذلك من مدخل الزوار إلى غاية الزنازين المخصصة للمعتقلين. وذكر المنبر أن الممارسات التي تتم حاليا بهذه المؤسسة تتمثل في صور عديدة، منها غسل اليدين وتعقيمهما، ومسح أسفل الأحذية بمواد مطهرة، وقياس درجات الحرارة، واتخاذ مسافة الأمان، وتدابير أخرى حرصت عليها الإدارة بصرامة. هذه الإجراءات لا تنحصر في هذا المركز وحده، الشهيرة بتسمية "عكاشة"، بل معمول بها وسط 65 سجنا محليا و6 سجون فلاحية و3 مراكز للإصلاح والتهذيب وسجنين مركزيين، غايتها حماية النزلاء والموظفين والمرتفقين. وفي "تيل كيل" جاء أن العاملين في خدمات إيصال الطلبات كيفوا أنشطتهم بعد تفشي "كورونا"، وذلك من أجل التجاوب مع المستلزمات الجديدة للناس خلال فترة الطوارئ الصحية. القطاع يحاول تشجيع المواطنات والمواطنين على اقتناء حاجياتهم الأساسية دون مغادرة المنازل، والأداء دون اختلاط مع غيرهم، واستقبال طلبياتهم عبر دعائم أبرزها "واتساب"، دون إغفال تقوية الاحتياطيات الاحترازية بالنظافة.