تجندت المنظومة المحلية بإقليم السمارة، بكافة مكوناتها، لتفعيل التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية التي سطرتها المصالح المركزية لمختلف القطاعات الحكومية المعنية، وذلك لمواجهة فيروس كورونا المستجد الذي أضحى جائحة كونية لم يسلم منها المغرب. وجابت حملات تحسيسية الشوارع الرئيسية بالمدينة وأحيائها السكنية، محملة برسائل توعوية عبر مكبرات الصوت وملصقات تحذيرية غايتها حث الساكنة على التقيد بإرشادات الوقاية، ومن جملتها عدم الخروج من المنازل إلا لضرورة قصوى، مع التزام قواعد النظافة الصحية. وتعبّأت السلطات المحلية والمصالح الأمنية بالسمارة على مدار الساعة لتنزيل التدابير الميدانية لتقييد حركة السير والجولان، من خلال تثبيت حواجز طرقية وافتحاص رخص التنقل الاستثنائية المسلمة للمواطنين من لدن السلطات المحلية. وشكّلت فضاءات المدينة ومرافقها العمومية ووسائل نقل الأشخاص والبضائع، على مدى أيام، هدفا لسلسلة من عمليات التعقيم المتواصلة التي باشرتها مصالح الجماعة الترابية للسمارة، ممثلة في المكتب الجماعي لحفظ الصحة. وحرصا على استقرار الأسعار وضمان وفرة مختلف المواد الغذائية الأساسية والمنتجات واسعة الاستهلاك في هذه الظرفية الاستثنائية التي تزامنت مع اقتراب شهر رمضان، كثفت اللجنة الإقليمية المختلطة المكلفة بتتبع وضعية السوق المحلي من جولاتها الميدانية بكافة تمركزات المحلات التجارية ومستودعات التخزين، حيث تأكد للجنة وفرة مختلف المواد التموينية بكميات تؤمن حاجات الساكنة المحلية وبأسعار معقولة، فيما أهاب أعضاء اللجنة بالتجار التحلي بروح المسؤولية والنأي عن كل أشكال الاحتكار والمضاربة في الأسعار. وفي مواجهة مباشرة مع حالات الإصابة المحتملة بهذا الفيروس الوبائي، أحدثت الدوائر الصحية بالإقليم فريقا طبيا متكاملا لليقظة والتدخل، تم تزويده بالمستلزمات الوقائية المعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية، وتوفير ثلاث غرف للحجر الصحي مجهزة بمعدات الإنعاش والعناية المركزة لاستقبال أي حالة مشتبه بها أو مؤكدة تفد على المستشفى الإقليمي، كما أبدت مصالح الوقاية المدنية جاهزيتها للتدخل وإسناد المنظومة الصحية، من خلال النقل الإسعافي للمصابين المحتملين. وعكس خلوّ شوارع وأزقة مدينة السمارة من أي حركة للأشخاص والمركبات صورة لمدى التفاعل الإيجابي للساكنة المحلية مع حزمة الإجراءات الاستثنائية التي أقرتها المنظومة المحلية، والتي أبى عامل الإقليم إلا أن يسهر شخصيا على تنزيلها بتواجده اليومي في الشارع العام، جنبا إلى جنب مع كافة السلطات والمصالح الأمنية، في رسالة قوية مفادها أن هذه الظرفية العصيبة تستدعي تضافر جهود الجميع.