توقع عبد الحفيظ باني، باحث ومبسط لعلم الفلك، أن يصل عدد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19) إلى مليار مصاب في شهر ماي من السنة الجارية في العالم، خارج الصين، في حال عدم اتخاذ الدول لإجراءات صارمة، في مقدمتها تقييد الحركة لمحاصرة هذا الفيروس. وبنى الخبير الفلكي المغربي توقعاته باستعمال حسابات رياضية، انطلاقا من عدد الإصابات المتوفرة إلى غاية يوم 14 مارس الجاري، حيث توقع حينها أن ترتفع الإصابات من 75.778 إصابة إلى 130.000 يوم 18 مارس، وتحقق هذا التوقع بنسبة كبيرة، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة في هذا التاريخ 137.495 حالة. وفي اليوم نفسه، قام باني بحساب توقعات جديدة للفترة ما بين 18 مارس و22 من الشهر نفسه، حيث توقع أن يصل عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد خلال هذا التاريخ إلى 220 ألف إصابة، وتأكد توقعه بفارق غير قليل، حيثُ سجّلت 254 ألف إصابة في العالم خارج الصين. الحسابات التوقعية التي يقوم بها الخبير الفلكي المغربي لا تشمل الصين، لأن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حدّت بشكل كبير من انتشار الفيروس، بينما هناك دول كثيرة تهاونت في التعاطي بالجدّية اللازمة مع الوباء، ما أدّى إلى انتشاره على نطاق واسع. وحذّر باني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، من أنّ تهاون الدول في التعامل بحزم وصرامة وعدم اتخاذها للإجراءات اللازمة لمحاصرة فيروس كورونا المستجد، سيفاقم انتشار هذه الجائحة العالمية، متوقعا أن يصل عدد المصابين في أواخر شهر ماي المقبل إلى مليار مصاب. وبناء على المعطيات العالمية الحالية حول نسبة انتشار الفيروس، يتوقع عبد اللطيف باني أن يصل عدد الإصابات إلى مليون إصابة يوم 31 مارس الجاري، وإلى عشرة ملايين إصابة في العاشر من شهر أبريل، وستبلغ عدد الإصابات، وفق توقعاته، 100 مليون إصابة في 4 ماي، لتصل إلى مليار إصابة في العشرين منه. هذه التوقعات، يقول باني، يرجَّح أن تتحقق في حال عدم مبادرة حكومات الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة، وفي مقدمتها تقييد حركة المواطنين والحجر الصحي في البيوت، مشيرا في هذا الإطار إلى أن السبب الرئيسي الذي جعل وباء كورونا يتفشى بشكل مهول في إيطاليا هو عدم التعاطي معه بالجدية اللازمة. وعلى الرغم من أنّ إيطاليا عمدت إلى فرض الحجر الصحي على كامل أرجاء البلاد، إلا أن هذا الإجراء، بحسب الخبير الفلكي المغربي، كان متأخرا جدا، حيث كان موضوع الفيروس محطّ صراعات سياسية بين السياسيين الإيطاليين، ما أخّر عملية محاصرته، وبالتالي انتشر بسرعة حتى بعد فرض الحجر الصحي، بسبب انتقاله بين أفراد الأسر في البيوت. في هذا الإطار، نوّه باني بالتعاطي الحازم للدولة المغربية مع فيروس كورونا المستجد، حيث بادرت السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية صارمة منذ ظهور الإصابة الأولى بهذا الفيروس، أعقبها فرض حالة الطوارئ الصحية بعد تزايد تسجيل الإصابات، مبرزا أن المسؤولين المغاربة والفرقاء السياسيين والاجتماعيين كانوا ملتزمين، وتوحدت جهود الجميع، ما قلّل من انتشار الوباء العالمي الجديد في المملكة إلى حد الآن. ويبني الباحث المغربي توقعاته بخصوص انتشار فيروس كورونا في العالم خارج الصين، انطلاقا من رسم مبياني لوغاريتمي (Logarithme)، حيث يكون المحور عموديا (vertical)، ويمكّن هذا الرسم من عدّ الحالات المتوقعة حسب التطور الزمني، وهو ما يمكّنه من توقع أين سينتهي المبيان. وحذّر باني من الاستخفاف بخطورة "كوفيد-19" وعدم أخذه على محمل الجد، معتبرا أن هذا العامل هو أخطر الأسباب المؤدّية إلى تفشي هذا الفيروس، كما حصل في إيطاليا حيث تمّ التعامل معه باستخفاف في البداية، إلى حد أن زعيما سياسيا ذهب إلى مطعم وصوّر نفسه مشككا في وجود الفيروس، وما زالت إيطاليا تدفع ثمنا باهظا لتهاونها، سواء من حيث الكلفة البشرية أو المادية. وقال باني: "رغم أن العالم أصبح مدركا لخطورة فيروس كورونا المستجد، إلا أن حكومات بعض الدول ما زالت تتعامل معه بتهاون مخيف"، مسجّلا أن عدد الإصابات بالفيروس كانت في حدود 75 ألف إصابة منذ بدء انتشاره إلى غاية 14 مارس، أي خلال فترة 54 يوما. وفي ظرف أربعة أيام فقط، خلال الفترة ما بين 14 و18 مارس، تزايد عدد حالات الإصابة بالفيروس بحوالي الضعف، منتقلا من 75 ألف حالة إلى 137 ألف حالة.