تنديد واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخرق حالة "الطوارئ الصحية" من لدن عشرات المواطنين الذين خرجوا في مظاهرات بمن أبرزها طنجةوفاس، ليل أمس السبت، مرددين أدعية دينية من أجل إبعاد فيروس "كورونا" عن المغاربة، لأن هذه المظاهرات قد تتحوّل إلى بؤرة سوداء للوباء في قادم الأيام. وفي مشهد غريب أثار استنكار نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، جاب العديد من المواطنين أحياء وشوارع مدينتي فاسوطنجة، بعدما تحوّلت دعوات التكبير من النوافذ إلى تجمهر شعبي بالشوارع، في خرق واضح للتوجيهات الحكومية التي تحث المغاربة على لزوم المنازل بسبب تفشي فيروس "كوفيد-19". في هذا الصدد، قال محمد واموسي، إعلامي مغربي مقيم في باريس: "لعنة بحجم السماء على مستغلي الأزمات في كلِّ مكانٍ وزمان. معركتنا ليست فقط ضد الوباء، بل أيضا ضد الجهل والغباء"، مضيفا: "إخوان الشيطان وتجار الدين يستغلون أزمة الفيروس للمتاجرة بها"، بتعبيره. وتابع قائلا: "ينتقدون قرارات إغلاق المساجد التي اتخذت لحماية المصلين من كورونا، ويتمردون على قرار حالة الطوارئ الصحية، حيث يحرضون على الدولة ويتوهمون مؤامرة ضد الدين"، موردا أن "التطرف المارق المتأسلم أصبح مثل الورم الخبيث في مجتمعاتنا، لا يردعه دين ولا أخلاق ولا مروءة ولا عقل في بث السموم وإثارة الفتن، يجب على الدولة أن تكون حذرة وحازمة في هذا الأمر". وعلّق عبد الرزاق بوغنبور، فاعل حقوقي، على هذه المظاهرات قائلا: "يُطرح أكثر من سؤال بشأنها، فهل هناك فعلا جهل مركب غير منظم أم تصفية حسابات ضيقة مع الدولة والشعب في هذه الظرفية الصعبة التي يجتازها بلدنا؟"، موردا أن "من قام بهذا الفعل ليلا يدرك فعلا أن هذه المسيرات ستساهم في انتشار المزيد من ضحايا وباء كورونا بشكل مهول". وأضاف بوغنبور أن "الدولة الآن، مع الأسف، تجني ثمار دعمها وتشجيعها لمختلف الحركات الدينية، وما يسمى بالرقاة الشرعيين، ونشر الخرافة والفكر الغيبي في باقي المؤسسات التي تديرها (المساجد، الإعلام، الأسرة...)، والنتيجة حاليا هي نشر التفاهة وكل ما يضرب الفكر النقدي البناء". عمر الشرقاوي، أستاذ جامعي، تفاعل بدوره مع الموضوع، قائلا: "نحن في حرب شرسة ضد عدو غير مرئي، والانتصار في الحرب يستدعي منا كجنود الانضباط واليقظة والانصياع للتعليمات لهزم العدو. ولذلك من يضرب خطة مواجهة العدو ويستهتر بحياة المواطنين فهو مجرم حرب، خائن لوطنه، خائن لأهله". الكاتب المغربي علي أزحاف أورد أن "ما وقع البارحة في منتصف الليل، من خروج جموع تردد التكبير، في بعض المدن المغربية، لم يكن وليدا للصدفة، خاصة في هذا التوقيت بالضبط، أي بعد إعلان الدولة عن الحجر الصحي العام، وفرض احتياطات عملية للحد من انتشار فيروس كورونا". وأضاف: "الله موجود في كل مكان، هو الحي القيوم، يلبي دعوة الداعي إذا دعاه، وليس من شرط الدعاء، الخروج إلى الشوارع وتعريض حياة الناس للخطر والفناء، الله رحيم غفور، ولم يقل لعباده ألقوا بأنفسكم إلى التهلكة... فادعوا الله من بيوتكم، والتزموا بالحجر الصحي، حفاظا على أرواحكم وأرواح من يقاسمكم العيش على هذه الأرض... ابقوا في منازلكم رحمكم الله".