اتخذت الحكومة الإيطالية، مساء اليوم الجمعة، تدابير مشددة جديدة لوقف تفشي وباء كورونا (كوفيد-19)، الذي أودى بحياة 4.032 شخص في البلاد، مسجلة بذلك الحصيلة الأعلى في العالم. وبموجب مرسوم وقعه وزير الصحة روبرتو سبيرانزا، مساء اليوم، ستُغلق المنتزهات والفضاءات الخضراء والحدائق العامة في الفترة ما بين 21 و24 مارس في كامل أنحاء البلاد، وسبق أن تبنت عدة بلديات هذا الإجراء. ويقضي هذا المرسوم، أيضا، بمنع جميع الأنشطة الترفيهية والرياضية في الهواء الطلق، لكنه يسمح للمواطنين بممارسة التمارين الرياضية "بشكل فردي، وقرب منازلهم، مع الابتعاد مسافة متر على الأقل عن الأشخاص الآخرين. وصرح وزير الشؤون الإقليمية الإيطالي فرانشسكو بوتشا، اليوم، أنه يجري تدارس فرض قيود جديدة خلال الساعات ال24 و48 المقبلة، من ضمنها إمكانية تعليق الأنشطة في الهواء الطلق. وتابع: "نحن حاليا في سباق مائة متر" لحل المشاكل الطارئة، على غرار مراكز العناية المركزة، "ثم علينا أن نركض في ماراتون" لمعالجة كل آثار الوباء. وأضاف أنه حتى في لومبارديا، يجب أن "نبقي النظام الصحي نشطا، وكذلك قطاع الصناعات الغذائية وإنتاج الطاقة والنقل". ودعا الوزير إلى "الحفاظ على رباطة الجأش"، موازاة مع "الصرامة والانضباط المطلقين وتغريم المخالفين للقواعد". من جانبه، أكد أتيليو فونتانا، حاكم لومبارديا، الإقليم الأكثر تضررا بفيروس "كورونا" المستجد، والذي بلغ فيه عدد الوفيات 2.549 حالة وفاة، على أهمية نشر قوات الجيش في الشوارع، من أجل حث المواطنين على الالتزام بالقيود التي أعلنتها الحكومة لإبطاء سرعة انتشار الوباء. وقال فونتانا: "للأسف إلى حدود اليوم لا تسلك الأرقام اتجاها إيجابيا، سواء من حيث الإصابات الجديدة أو الوفيات"، التي ارتفعت "بشكل مهول". وسجلت إيطاليا ارتفاعا قياسيا جديدا وغير مسبوق في عدد ضحايا وباء "كورونا"، إذ أحصت 627 حالة وفاة في يوم واحد، ما يرفع عدد الوفيات في هذا البلد منذ بدء تفشي الوباء إلى 4.032 وفاة، وفق حصيلة جديدة نشرتها اليوم الجمعة هيئة الوقاية المدنية.