في خضمّ تمدّد فيروس "كوفيد-19" بمدن المملكة، تُثار العديد من التساؤلات بشأن التدابير الاحترازية والوقائية المُعتمدة داخل المحلات والمتاجر العمومية، لا سيما ما يتعلق بقواعد النظافة والتعقيم المتكرّر والتهوية اللازمة وتفادي المصافحة بين المستخدمين، قصد تفادي انتشار الوباء العالمي وسط المواطنين. ونبّه نشطاء مغاربة عبر الشبكات الاجتماعية إلى ضعف الإجراءات الاحترازية في الأوساط المهنية بالمملكة، مشيرين إلى عدم مواكبة المهنيين لمخطط الوقاية المعُلن عنه من لدن وزارة الصحة، منبّهين إلى وجود العديد من المحلات العمومية التي لا تتبع تعليمات النظافة. لذلك، نادى النشطاء بتفعيل الدور الرقابي للشرطة الإدارية، في ظل تسجيل مجموعة من السلوكات التي تتنافى مع قواعد النظافة العامة، من قبيل لمس الخبز باليدين وعدم تطهير الأواني ذات الاستعمال المشترك وغياب التعقيم وعدم المداومة على الغسل المتكرر لليدين، داعين المهنيين إلى الالتزام بالتدابير الوقائية للحد من تأثير الفيروس. وفي هذا الصدد، قال شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، إن "الأمر يتعلق بمسألة ثقافية لدى المستهلك، حيث نسجل غياب ثقافة الاحتراز الشديد لدى المواطنين، بالموازاة مع انعدام الإجراءات الاستباقية منذ اليوم الأول"، وزاد: "يفترض تنبيه الناس ومحلات الصحة العامة إلى التدابير الوقائية في هذا الصدد". وأضاف عبداتي، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "بعض الممارسات منتشرة في الوسط المهني غير مقبولة، من قبيل لمس الخبز والمواد الغذائية واللحوم باليدين"، داعيا إلى "مراقبة المحلات التجارية ونشر المطبوعات على أبواب المطاعم لتوعية الناس والمهنيين بخطورة الأمر". وفي سياق متصل، أصدرت مجموعة من الهيئات ذات الصلة بالمقاهي والمطاعم والمخابز والتموين وتجارة القرب بياناً تدعو عبره الفاعلين والمهنيين والمستخدمين بالقطاع إلى اتخاذ العديد من التدابير الصحية؛ من بينها العمل على تنزيل واحترام توصيات وزارة الصحة من أجل السلامة العامة. وحثت الهيئات نفسها أيضا على تفادي مصافحة المستخدمين للزبناء والحرص على تطهير أدوات العمل وتعقيمها بمواد التطهير، فضلا عن تهوية أماكن الاستقبال والعمل، ثم تكثيف عمليات التنظيف ومراقبة المرافق الصحية، علاوة على العناية الوقائية بالزبون عبر ملصقات تتضمن إرشادات احترازية لتجنب الوباء. ويتعلق الأمر بكل من الفيدرالية المغربية للممونين والجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب، وكذلك الفيدرالية المغربية للعلامات التجارية، والجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب بجهة الدارالبيضاء، ثم جمعية المقاهي والمقشدات والأكلات الخفيفة، والجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم لجهة الدارالبيضاء-سطات، فضلا عن النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، والجمعية المهنية للتجار والحرفيين. جدير بالذكر أن وزارة الداخلية قد أعلنت عن إغلاق العديد من الفضاءات والمرافق العمومية في وجه العموم، ابتداء من مساء الاثنين، لتطويق مخاطر تفشي "فيروس كورونا"، موردة أن الإغلاق يهم المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح وقاعات الحفلات والأندية والقاعات الرياضية. وشدد المصدر نفسه على أن قرار الإغلاق، الذي سيتم حتى إشعار آخر، يهم أيضا الحمامات وقاعات الألعاب وملاعب القرب، بينما لا يشمل الأسواق والمتاجر ومحلات عرض وبيع المواد والمنتجات الضرورية للمعيشة اليومية للمواطنين؛ وكذا المطاعم التي توفر خدمة توصيل الطلبات للمنازل.