تماشيا مع التوجيهات والخطب الملكية الرامية إلى وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد، وفي إطار دعم ريادة الأعمال والتشغيل الذاتي لفائدة شباب إقليم فجيج لتشجيعهم على الاندماج الاقتصادي، عبر خلق مشاريع مدرة للدخل، جرى توقيع اتفاقية بين عمالة إقليم فجيج ومجلس جهة الشرق والمجلس الإقليمي لفجيج والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وشركاء آخرين، غلافها المالي يقدر ب27 مليون درهم. مشروع التشغيل الذاتي بالإقليم نفسه يعد مشروعا متميزا من حيث المقاربة المعتمدة والمواكبة، ونسبة الدعم الممنوحة للشباب، بهدف خلق فرص الشغل والثروة بالإقليم عبر إنشاء مقاولات صغرى على شكل شركات التضامن الملائمة لشباب إقليم فجيج عموما. وفي هذا الصدد، قال ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بإقليم فجيج، في تصريح لهسبريس، إن الغلاف المالي المخصص لهذا المشروع موزع على شطرين (2018 و2019)، موضحا أنه تمت المصادقة على 47 مشروعا من أصل 482 مشروعا تخص الشطر الأول. وهمت هذه المشاريع جميع القطاعات الإنتاجية بالإقليم، موضحا أن "هذه المشاريع ستمكن من خلق ما يزيد عن 363 فرصة شغل، منها 164 بصفة مباشرة حيث شمل ما يناهز 60 في المائة منها أصحاب الشهادات". رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم فجيج أوضح أن مشروع دعم ريادة الأعمال والتشغيل الذاتي للشباب بإقليم فجيج هو مشروع متميز، من حيث المقاربة والمواكبة ونسبة التمويل التي بلغت 90 في المائة من نسبة تكلفة كل مشروع، مبرزا أن "بلورة هذا النموذج تتماشى مع المقاربة التنموية التي وضعتها السلطة الإقليمية في إستراتيجياتها للاستجابة لحاجيات الشباب، في مجال التشغيل". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن تنفيذ المشروع سجل محطات عديدة مهمة؛ منها الأيام التحسيسية حول الاستثمار والتشغيل الذاتي للشباب والتي نظمت في مجموعة من الجماعات الترابية للإقليم، من أجل التعريف بالمشروع بصفة خاصة والتحسيس بأهمية المقاولة الذاتية في بناء نموذج تنموي متكامل ومنسجم مع الواقع بصفة عامة، موضحا "أن المشروع شهد أيضا عدة اجتماعات وورشات اشتغال كل من اللجنة التقنية ولجنة القيادة برئاسة عامل الإقليم المحدثة في إطار الاتفاقية المذكورة". رئيس جمعية دعم ومواكبة إنجاز مشاريع التشغيل الذاتي بإقليم فجيج أوضح أن الهدف من خلق هذه الجمعية يتجلى في مواكبة صاحب المشروع ممثلا في المجلس الإقليمي من أجل تنفيذ المشروع. كما أنها ستشرف على تنفيذ المشاريع انطلاقا من الإعلان عن الصفقات وتنفيذها، وتسليم التجهيزات المقتناة إلى حاملي المشاريع، وتتبعهم لمدة معينة لضمان استمرارية المشاريع ونجاحها. وكشف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المركز الجهوي للاستثمار انخرط بدوره في هذا المشروع من خلال الإشراف على كل ما هو تكوين ومواكبة الشباب خلال السنة الأولى من نشاطهم المهني، مشددا على أن هذه المشاريع ستمكن من خلق مجموعة من فرص الشغل وبالتالي المساهمة في الاقتصاد المحلي والجهوي بصفة عامة، بتعبيره.